منتدى عين فكرون
مرحبا بك ايها الزائر
يتوجب عليك التسجيل للتبحث في المنتدى بكل حرية
منتدى عين فكرون
مرحبا بك ايها الزائر
يتوجب عليك التسجيل للتبحث في المنتدى بكل حرية
منتدى عين فكرون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عين فكرون


 
الرئيسيةSEGUNIA-السقنية I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 SEGUNIA-السقنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sheshonk
عضو نشط
عضو نشط
sheshonk


عدد الرسائل : 24
العمر : 55
الموقع : ifker
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

SEGUNIA-السقنية Empty
مُساهمةموضوع: SEGUNIA-السقنية   SEGUNIA-السقنية Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 10:34

http://books.google.fr/books?id=LMQpAAAAYAAJ&pg=PT360&lpg=PT360&dq=%D9%85%D9%86+%D9%87%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%A9&source=bl&ots=SPHNEV1qqj&sig=Nawba1I_glawW0ymbdOsqO0OMEM&hl=fr&ei=BP59TMLzOcWP4gaW5MGTBg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CCUQ6AEwAg#v=onepage&q&f=false

الشاوية هم أمازيغ الشرق الجزائري، وهم قسمان مستعربون في الشريط الحدودي مع تونس وفي خط التماس مع قبايل الحدرة الذي يمرّ بمدن عزابة قسنطينة شلغوم العيد ، والعلمة و سطيف محافظون (لا تزال الامازيغية متداولة بينهم) وهؤلاء يتوزعون على ولايات سوق اهراس ، تبسة، قالمة خنشلة، أم البواقي، باتنة ، بسكرة وسطيف، برج بوعريج وأهم تمركز للشاوية هو الجنوب القسنطيني
محتويات
[أخفِ]

* 1 فروع الشاوية
* 2 هوارة
* 3 زناتة
* 4 طالع أيضا

[عدل] فروع الشاوية

الشاوية كما جاء في أبحاث المستشرق الفرنسي كاريت يتكونون من حلفين قبليين كبيرين هما :
[عدل] هوارة

ومنها الحراكتة و الحنانشة و النمامشة و السقنية و العمامرة ... الخ وهم عموما في المنطقة الممتدّة من الطارف و عنابة شمالا إلى تبسة و خنشلة و عين البيضاء جنوبا وتحد من الحدود التونسية الجزائريةشرقا الى بلدية تاوزيانت غربا ومن حدود ولاية الوادي مع ولاية تبسة وولاية بسكرة مع ولاية خنشلةجنوبا الى جنوب ولايتي الطارف وعنابة شمالا
[عدل] زناتة

ومنها بني اوجانة ، وأيث داود وأيث بوسليمان و أيث عبذي و التلاغمة و بني يفرن (واولاد دراج والبوازيد :اولاد أحمد بن بوزيد وهم اليوم مستعربون)...الخ

* تم تعريب الكثير من الامازيغ ومنهم الشاوية في قسنطينة وميلةوسطيف جنوب برج بوعريج

يوجد الشاوية في ولاية باتنة بنسبة كبيرة تقدر ب90بلمئة منهم

* ايت داود
* ايت سعاده
* ايت عبدي
* ايث سلطان
* حيدوسة
* ايث فاطمة
* اث بوسليمان
* إغوسار
* آيث اشليح
* آيث سيدي يحيى
* لحراكته
* آيث معافة
* بني فضالة
* اتوابة
* آيث سلام
* آيث علي
* اولاد فاضل


الشاوية في كتاب وصف افريقيا للحسن الوزان (ليون الافريقي) هم امازيغ (بربر) يعيشون على النمط العربي وكان الريفيون Campagnards كلهم يشملهم هذا الاسم ولكن الان اصبح يخص منطقة في المغرب مستعربة بالكامل في جوار الدار البيضاء اما في الجزائر قهو اسم سكان شرق الجزائر الذين استعرب نصفهم والنصف الاخر في طريقه الى الاستعراب
هل هذه المعلومات صحيحة وهل نمط المعيشة البدوي هو الذي سهل على هؤلاء الاستعراب فهم حسب الدراسات التي امامي يتكلمون عربية شمال افريقيا بلكنة خاصة ولكن تقاليدهم في اللباس والاعراس والنظام الاجتماعي والاعراف لا يزالون على التقاليد البربرية
مدن الشاوية هي مراكز استعراب سريع بفضل وسائل الاعلام والمدرسة ومحيطها البربري يتهيّأ للذوبان في موجة الاستعراب والمستعربون من الشاوية يتميزون بالتمسك الشديد بالعروبة ونخبتهم تعرف انها من اصول بربرية ولكن تعتبر ذلك ماض لا فائدة من استرجاعه على عكس البربر في جهات اخرى.
هناك مفارقة كبيرة يمثلها الاديب كاتب ياسين فمع انه من صميم الشاوية الا انه كان شديد التمسك باصوله البربرية ولذلك عاش معززا لدى بربر القبايل الذين كرموه ولا يزالون يعتبرونه رمزا من رموز الثقافة البربرية




skip to main | skip to sidebar
dimanche 28 décembre 2008
أنا كسيلة


أنا كسيلة في النطق العربي، حقّروني وصغّروني من آكسل أي النمر إلى كسيلة كنت ملكا على شمال أفريقيا من طرابلس Tripolitaine إلى أقصى المغربلم أعتد على أحد ، كانت البلاد في أمان وطمأنينة بعد أن رددنا البيزنطيين على أعقابهم ونكاد أن نجليهم عن بعض الثغور التي لا يزالون بهاونحن على هذه الحالداهمتنا ميليشيات لا اول لها ولا آخر تقول انها جاءت بدين جديد فقلنا ان كان فيه مثل وقيم فما احوجنا اليه وان كان غطاء لفرض الاحتلال ونهب خيرات البلاد فانتم واهمون .................يقول ابن خلدون أنني أسلمت ويقول انني كنت على علاقة ودّية مع ابي المهاجر دينار أحد القادة ..............وهو فارسي الاصل ولكن حاكما عسكريا جديدا من البدو جاء وهو في ضيافتي غدر بي وأمر بإلقاء القبض علي وتقييدي لإخافة شعبي وهو ما جعلني أقوم بما قمت به واليوم وا لأسفاه يأتي أحفادي المشوّهون لينصبوا تمثالا لذلك القائد الذي زعم أنه جاءنا بدين نوراني ولكن سبى نساءنا وسلب أموالنا وأسر أبطالنا ................ ويقيمون له مؤتمرات يتبارى فيها المؤرخون الكذابون المفترون في ذكر بطولاته فوا حزناهسأترك ابن خلدون يروي لكم قصّتي التي فيها جوانب من الحقيقة الا أنّه لم يذكر كل الحقيقة :وولي عليهم من بعده كسيلة بن لمزم الأوَرْبي (de la tribu Auréba) فكان أميراً على البرانس كلهم‏.‏ ولما نزل أبو المهاجر تلمسان سنه خمس وخمسين كان كسيلة بن لمزم مرتاداً بالمغرب الأقصى في جموعه من أوربة وغيرهم فظفر به أبو المهاجر وعرض عليه الإسلام فأسلم واستنقذه وأحسن إليه وصحبه‏.‏ وقدم عقبة في الولاية الثانية أيام يزيد سنة اثنتين وستين فاضطغن عليه صحابته لأبي المهاجر وتقدم أبو المهاجر في اصطناعه فلم يقبل وزحف إلى المغرب‏.‏ وعلى مقدمته زهير بن قيس البلوي فدوخه‏.‏ ولقيه ملوك البربر ومن انضم إليه من الفرنجة بالزاب وتاهرت فهزمهم واستباحهم وأذعن له يليان أمير غمارة ولاطفه وهاداه ودله على عورات البرابرة وراءه أبو ليلة والسوس وما والاهما من مجالات الملثمين فغنم وسبى وانتهى إلى ساحل البحر وقفل ظافراً‏.‏ وكان في غزاتة تلك يستهين كسيلة ويستخف به وهو في اعتقاله‏.‏ وأمره يوماً بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه وأراده عقبة على أن يتولاها بنفسه وانتهره فقام إليها كسيلة مغضباً‏.‏ وجعل كلما دس يده في الشاة يمسح بلحيته والعرب يقولون ما هذا يا بربري فيقول‏:‏ هذا جيد للشعر فيقول لهم شيخ منهم إن البربري يتوعدكم‏.‏ وبلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب وأنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزة قريب عهد بالشرك فتفسد قلبه وأشار عليه بأن يوثق منه‏.‏ وخوفه فتكه فتهاون عقبة بقوله‏.‏ فلما قفل عن غزاته وانتهى إلى طبنة صرف العساكر إلى القيروان أفواجاً ثقة بما دوخ من البلاد وأذل من البربر حئى بقي في قليل من الناس‏.‏ وسار إلى تهودة أوبادس لينزل بها الحامية‏.‏ فلما نظر إليه الفرنجة طمعوا فيه وراسلوا كسيلة بن لزم ودلوه على الفرصة فيه فانتهزها وراسل بني عمه ومن تبعهم من البربر واتبعوا عقبة وأصحابه رضي الله عنه حتى إذا غشوه بتهودة ترجل القوم وكسروا أجفان سيوفهم ونزل الصبر واستلحم عقبة وأصحابه رضي الله عنهم ولم يفلت منهم أحد وكانوا زهاء ثلثمائة من كبار الصحابة والتابعين استشهدوا في مصرع واحد وفيهم أبو المهاجر كان أصحبه في اعتقاله فأبلى رضي الله عنه في ذلك اليوم البلاء الحسن وأجداث الصحابة رضي الله عنهم أولئك الشهداء عقبة وأصحابه بمكانهم ذلك من أرض الزاب لهذا العهد‏.‏ وقد جعل على قبر أسنمة ثم جصص واتخذ عليه مسجد عرف باسمه وهو في عدد المزارات ومظان البركة بل هو أشرف مزور من الأجداث في بقاع الأرض لما توفر فيه من عدد الشهداء من الصحابة والتابعين الذين لا يبلغ أحد مد أحدهم ولا نصيفه‏.‏ وأسر من الصحابة يومئذ محمد بن أويس الأنصاري ويزيد بن خلف القيسي ونفر معهم ففداهم ابن مصاد صاحب قفصة‏.‏ وكان زهير بن قيس البلوي بالقيروان وبلغه الخبر فخرج هارباً وارتحل بالمسلمين ونزل برقة وأقام بها ينتظر المدد من الخلفاء‏.‏ واجتمع إلى كسيلة جميع أهل المغرب من البربر والفرنجة وزحف إلى القيروان فخرج العرب منها ولحقوا بزهير بن قيس وبقي بها أصحاب الذراري والأثقال فأمنهم ودخل القيروان وأقام أميراً على إفريقية ومن بقي بها من العرب خمس سنين‏.‏ وانظروا كيف انصفني ابن خلدون فانا لم انتقم من احد من العرب وعاش الناس في سلام فلماذا ياتيني الغزاة مرة اخرى) وقارن ذلك مهلك يزيد بن معاوية وفتنة الضحاك بن قيس مع المروانية بمرج راهط وحروب آل الزبير فاضطرب أمر الخلافة بعض الشيء واضطرم المغرب ناراً وفشت الردة في زناتة والبرانس‏.‏ ثم استقل عبد الملك بن مروان من بعد ذلك بالخلافة وأذهب بالمشرق آثار الفتنة‏.‏ وكان زهير بن قيس مقيماً ببرقة مند مهلك عقبة فبعث إليه بالمدد وولاه حرب البربر والثأر بدم عقبة فزحف إليها في آلاف من العرب سنة سبع وستين‏.‏ وجمع كسيلة البرانس وسائر البربر ولقيه بجيش من نواحي القيروان واشتد القتال بين الفريقين‏.‏ ثم انهزم البربر وقتل كسيلة ومن لا يحصى منهم هنا سكت ابن خلدون ولم يسجل تفاصيل موتي لانها كانت خديعة فبعد الصلح والوليمة الكبرى التي اولمتها لقادة الغزاة خدعوني والقوا القبض علي وكان موتي اشنع موت واتبعهم العرب إلى مرماجنة ثم إلى ملوية وذل البربر ولجأوا إلى القلاع والحصون وخضدت شوكة أوربة من بينهم واستقر جمهورهم بديار المغرب الأقصى فلم يكن بعدها لهم ذكر‏.‏ واستولوا على مدينة وليلى بالمغرب وكانت ما بين موضع فاس ومكناسة بجانب جبل زرهون وأجازا على ذلك والجيوش من القيروان تدوخ المغرب مرة بعد أخرى إلى أن خرج محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي أيام المنصور وقتل بالمدينة سنة خمس وأربعين‏.‏ ثم خرج بعده ابن عمه حسين بن علي بن حسن المثلث بن حسن المثنى بن الحسن السبط أيام الهادي وقتل بفخ على ثلاثة أميال من مكة سنة تسع وستين ومائة واسلتحم كثير من أهل بيته‏.‏ وفر إدريس بن عبد الله إلى المغرب ونزل على أوربة سنة اثنتين وسبعين وأميرهم يومئذ أبو ليلى إسحق بن محمد بن عبد الحميد منهم فأجاره وجمع البرابر على دعوته‏.‏ واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة برابرة المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره‏.‏ وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه إلى حين انقراضها كما ذكرنا في دولة الفاطميين والله أعلم
Publié par Medghassen à l'adresse 15:35 0 commentaires

فك الارتباط بين الأمازيغ لعزلهم عن بعضهم




كان ارتباط الناطقين بالأمازيغية إلى عشرينات القرن XX كما توضحه الخريطة
كانت منطقة واحدة مرتبطة بعضها ببعض، وكان بالامكان الانتقال من النمامشة شرقا الى إقشطولن وإعمراون غربا مرورا بإحركاتن ، آث عبذ النور، إعُلميّن ، إعموشن ، أث ورثيلان .....إلى إعزوقن دون الحاجة إلى تغيير اللغة أو البحث عن ترجمان هم كلهم أمازيغ يختلفون في بعض المفردات أو في نطق بعض الأحرف ولكن اللغة واحدة
كان ذلك قبل اختراع مصطلح شاوي وقبايلي من طرف شياطين فرّق تسد ولكن كان على الخصوص قبل فكّ خط الارتباط بين الأخوة جغرافيا وهذا في جهة العلمة حيث تمّ استعراب تلك الناحية التي يحلو للبدو التخييم فيها صيفا وبعضهم أخذ يستقر وكان تكوّن مدينة العلمة سببا رئيسيا في استعراب خط الارتباط وبذلك قصل الأمازيغ عن بعضهم
مع أنّ اسم العلمة هو في الواقع اسم قبيلة بربرية I'olmiyyen (لا يزال فرع منها ضمن قبيلة السقنية جنوبي عين فكرون وهو لا يزال محافظ على تامازيغت أما الفرع الآخر الذي استقرّ بالقرب من السمندو شمالي قسنطينة فقد استعرب).
إذن تمّ فصل الأخوة عن بعضهم وأخذت العزلة تؤثر في الفريقين وأخذت اللغة وهي غير مدوّنة تكتسب بعض المميزات والخصوصيات مع أن لغة تيزي ن بشار وعموشة لا تزال أقرب إلى تاشاويت منها إلى تاقبايليت مما سهل على شياطين التفرقة بين الأشقاء زرع بذور الخلاف بين الفريقين
لكن كل هذا أخذ الآن يزول وسيمّحي نهائيا بعد أن أخذ التعليم ينتشر فمهما زوّر القومجيون والبعثيون التعليم إلا أن الميل الفطري للإنسان إلى الحقيقة سيكشف كل ألاعيبهم وسيحبط كلّ مخططاتهم التلفيقية.
ثانميرث
Publié par Medghassen à l'adresse 15:33 1 commentaires ابشع الجرائم في تاريخ الانسانية (3)


لمن لا يقرأون تاريخهم هذه إطلالة صغيرة جمعناها لكم، وعليكم أن تكملوا المسيرة لتعرفوا ماذا فعل من يدّعون اليوم من على المنابر أنّهم جاءونا بالأنوار، ولتعرفوا بأنّ ما فعلته شرذمة الإنقاذ ما هو إلاّ نسخة مكرّرة ممّا فعله أسلافهم ثانمّيرث
ثالثا:
فتوح البلدان(الاحتلال والنهب)
مرآة الجنان وعبرة اليقظان أحداث سنة خمس وتسعين
وقال أبو شبيب الصدفي لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكانت البلاد في قحط شديد فأمر الناس بالصلاة والصوم وإصلاح ذات البين وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات وفرق بينها وبين أولادها فوقع البكاء والصراخ والضجيج فأقام على ذلك إلى منتصف النهار ثم صلى وخطب الناس ولم يذكر الوليد ابن عبد الملك فقيل له ألا تدعو لأمير المؤمنين فقال هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله عز وجل فسقوا وقتل من البربر خلقاً كثيراً وسبى سبياً عظيما حتى انتهى إلى السوس الذي لايدافعه أحد ونزل بقية البربر على الطاعة وطلبوا الأمان وولي عليهم والياً واستعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد البربري ومهد البلاد ولم يبق له منازع من البربر ولامن الروم وترك خلقاً كثيراً من العرب يعلمون البربر القرآن وفرائض الإسلام فلما تقرر القواعد كتب إلى طارق وهو بطنجة يأمره بغزو بلاد الأندلس في جيش من البربر ليس فيه من العرب إلا قدر يسير فامتثل طارق أمره وركب البحرمن سنته إلى الجزيرة الخضراء من الأندلس وصعد إلى جبل يعرف اليوم بجبل طارق لأنه نسب إليه لما حصل عليه وذكر عن طارق أنه كان نائماً في المركب وقت التغدية وأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يمشون على الماء حتى مروا وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد‏
.الكامل في التاريخ لابن الأثير احداث سنة 22ذكر فتح طرابلس الغرب و برقة في هذه السنة سار عمرو بن العاص من مصر إلى برقة فصالحه أهلها على الجزية وأن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا بيعه. فلما فرغ من برقة سار إلى طرابلس الغرب فحاصرها شهراً فلم يظفر بها، وكان قد نزل شرقيها، فخرج رجل من بني مدلج يتصد في سبعة نفر وسلكوا غرب المدينة، فلما رجعوا اشتد عليهم الحر فأخذوا على جانب البحر، ولم يكن السور متصلاً بالبحر، وكانت سفن الروم في مرساها مقابل بيوتهم، فرأى المدلجي وأصحابه مسلكاً بين البحر والبلد فدخلوا منه وكبروا، فلم يكن للروم ملجأ إلا سفنهم لأنهم ظنوا أن المسلمين قد دخلوا البلد، ونظر عمرو ومن معه فرأى السيوف في المدينة وسمعوا الصياح، فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم البلد، فلم يفلت الروم إلا بما خف معهم في مراكبهم.وكان أهل حصن سبرة قد تحصنوا لما نزل عمرو على طرابلس، فلما امتنعوا عليه بطرابلس أمنوا واطمأنوا، فلما فتحت طرابلس جند عمرو عسكراً كثيفاً وسيره إلى سبرة، فصبحوها وقد فتح أهلها الباب وأخرجوا مواشيهم لتسرح لأنهم لم يكن بلغهم خبر طرابلس، فوقع المسلمون عليهم ودخلوا البلد مكابرةً وغنموا ما فيه وعادوا إلى عمرو. ثم سار عمرو بن العاص إلى برقة وبها لواتة، وهم من البربر.وكان سبب مسير البربر إليها وإلى غيرها من الغرب أنهم كانوا بنواحي فلسطين من الشام وكان ملكهم جالوت، فلما قتل سارت البرابر وطلبوا الغرب حتى إذا انتهوا إلى لوبية ومراقية، وهما كورتان من كور مصر الغربية، تفرقوا فسارت زناتة ومغيلة، وهما قبيلتان من البربر، إلى الغرب فسكنوا الجبال، وسكنت لواتة أرض برقة، وتعرف قديماً بأنطابلس، وانتشروا فيها حتى بلغوا السوس، ونزلت هوارة مدينة لبدة، ونزلت نفوسة إلى مدينة سبرة وجلا من كان بها من الروم لذلك، وقام الأفارق، وهم خدم الروم، على صلح يؤدونه إلى من غلب على بلادهم. وسار عمرو بن العاص، كما ذكرنا، فصالحه أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار يؤدونها جزيةً وشرطوا أن يبيعوا من أرادوا من أولادهم في جزيتهم.تاريخ ابن خلدون ج2 باب وفاة المغيرة:<<ان عمرو بن العاص قبل وفاته استعمل عقبة بن عامر بن عبد قيس على افريقية وهو ابن خالته انتهى الى لواتة ومرانة فاطاعوا ثم كفروا فغزاهم وقتل وسبى‏.‏ ثم افتتح سنة اثنتين واربعين غذامس‏.‏ وفي السنة التي بعدها ودان وكوراً من كور السودان واثخن في تلك النواحي وكان له فيها جهاد وفتوح‏.‏ ثم ولاه معاوية على افريقية سنة خمسين وبعث اليه عشرة الاف فارس فدخل افريقية وانضاف اليه مسلمة البربر فكبر جمعه و وضع السيف في اهل البلاد لانهم كانوا اذا جاءت عساكر المسلمين اسلموا فاذا رجعوا عنهم ارتدوا>>2) تعداد السبي .ملاحظة :سأختصر قليلا في بعض الأماكن لعدم أهمية المعلومة و لتجنب الاطالة غير الضرورية.بعد أن وصلت جحافل المسلمين الى القيروان , قام بعض البربر (الأمازيغ) بمقاومة الغزو و صده و كانت نقطة انطلاق مقاومتهم من زعوان القريبة من القيروان , فماذا فعل موسى بن نصير ؟؟؟يقول الامام و المؤرخ ابن قتيبة الدينوري (أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ) المتوفي سنة 276 للهجرة في كتابه : الامامة والسياسة طبعة 2001 دار الكتب العلمية ,ص 229فتح زغوان فوجه لهم موسى خمس مئة فارس عليهم رجل من خشين يقال له عبد الملك فقاتلهم فهزمهم الله و قتل صاحبهم ورقطان ,و فتحها الله على يد موسى ,فبلغ السبي يومئذ عشرة آلاف رأس ,وانه كان أول سبي دخل القيروان في ولاية موسى ,ثم وجه ابنا له يقال له :عبد الرحمن بن موسى الى بعض نواحيها فأتاه بمئة ألف رأس ثم وجه ابنا له يقال له مروان فاتاه بمثلها فكان الخمس يومئذ ستين ألف رأس .قدوم كتاب الفتح على عبد العزيز بن مروان قال : و ذكروا أن موسى بن نصير كتب الى عبد العزيز بن مروان بمصر يخبره بالذي فتح الله عليه ,وأمكن له , و يعلمه أن الخمس بلغ ثلاثين ألفا و كان ذلك وهما من الكاتب ,فلما قرأ عبد العزيز الكتاب ,دعا الكاتب و قال له :ويحك !اقرا هذاالكتاب ,فلما قرأه قال هذا وهم من الكاتب فراجعه .فكتب أليه عبد العزيز :انه بلغني كتابك و تذكر فيه أن قد بلغ خمس ما أفاه الله عليك ثلاثين ألف رأس ,فاستكثرت ذلك , وظننت أن ذلك وهم من الكاتب ,فاكتب الي بعد ذلك على حقيقة ,واحذر الوهم ,فلما قدم الكتاب على موسى كتب اليه بلغني أن الأمير أبقاه الله يذكر أنه استكثر ما جاءه من العدة,التي أفاه الله علي ,و أنه ظن أن ذلك وهم من الكاتب,فقد كان ذلك وهما على ما ظنه الأمير , الخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم .قال :فلما أتى الكتاب الى عبد العزيز و قرأه ملأه سرورا .فتح هوارة و زناتة و كتامة قال و ذكروا أن موسى أرسل عياش بن أخيل الى هوارة و زناتة في الف فارس فأغار عليهم و قتلهم و سباهم ,فبلغ سبيهم خمسة آلاف رأس و كان عليهم رجل منهم يقال له كمامون فبعث به موى الى عبد العزيز في وجوه الأسرى,فقتله عند البركة التي عند قرية عقبة فسميت بركة كمامون .فتح صنهاجة قال :و ذكروا أن الجواسيس أتوا موسى فقالوا له : ان صنهاجة بغرة منهم و غفلة وأن ابلعهم تنتج و لا يستطيعون براحا ,فأغار عليهم بأربعة آلاف من أهل الديوان و ألفين من المتطوعة و من قبائل البربر (التي دخلت في الاسلام و انضمت للجيش ) ,و خلف عياشا على أثقال المسلمين و عيالهم بظبية في ألفي فارس , و على مقدمة موسى عياض بن عقبة ,و على ميمنته المغيرة بن أبي بردة ,و على ميسرته زعة بن ابي مدرك ,فسار موسى حتى غشى صنهاجة و من كان معها من قبائل البربر و هم لا يشعرون ,فقتلهم قتل الفناء فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس ,ومن الابل و البقر والغنم والخيل و الحرث والثياب مالا يحصى ,ثم انصرف قافلا الى القيروان .فتح سجوما (تمهيد: جرت مبارزة بين ملك من ملوك البربر و بين مروان بن موسى بن نصير )يقول ابن قتيبة فحمل عليه مروان فرده حتى الجأه الى جبله ثم انه زرق مروان بالمزراق فتلقاه مروان بيده و أخذه ,ثم حمل مروان عليه و زرقه به زرقة وقعت في جنبه ثم لحقت حتى وصلت الى جوف برذونه فمال فوقع به البرذون ثم التقى الناس عليه فاقتتلواقتالا شديدا أنساهم ما كان قبله ,ثم ان الله هزمهم ,و فتح للمسلمين عليهم ,وقتل ملكهم كسيلة بن لمزم,و بلغ سبيهم مئتي ألف رأس ,فيهم بنات كسيلة,وبنات ملوكهم ,ومالا يحصى من النساء السلسات,اللاتي ليس لهم ثمن و لا قيمة .قال فلما وقفت بنات الملوك بين يدي موسى ,قال :علي بمروان ابني .قال :فأتى به قال له :أي بني اختر .قال فاختار ابنة كسيلةفاستسرها(أي أخذها سرية أو جارية)............ثم انصرف موسى و قد دانت له اليلاد كلها ,جعل يكتب يكتب الى عبد العزيز بفتح بعد فتح ,وملأت سباياه الأجناد ..........و قال : و بعث موسى الى عياض و عثمان و الى عبيدة بن عقبة ,فقال :اشتفوا ,وضعوا أسيافكم في قتلة أبيكم عقبة .قال :فقتل منهم عياض ست مئة رجل صبرا من خيارهم وكبارهم ,فأرسل اليه موسى أن أمسك .فقال :أما و الله لو تركني ما أمسكت عنهم , ومنهم عين تطرف .غزوة موسى في البحر..........................فأتت موسى وفاة عبد العزيز بن مروان و استخلاف الوليد بن عبد الملك سنة ست و ثمانين ,فبعث اليه بالبيعة.......عقد لعياش بن أخيل على مراكب أهل افريقيا ,فشتا في البحر ,و أصاب مدينة يقال لها ,سرقوسة ,ثم قفل في سنة ست و ثمانين ,ثم ان عبد الله بن مرة قام بطالعة أهل مصر على موسى في سنة تسع و ثمانين فعقد له موسى على بحر اقريقية , فأصاب سردانية ,و افتتح مدائنها وفبلغ سبيها ثلاثة آلاف رأس ,سوى الذهب و الفضة والحرب و غيره .غزوة السوس الأقصىقال و ذكروا أن موسى وجه مروان ابنه الى السوس الاقصى ,و ملك السوس يومئذ مزدانة الأسوار ي,فسار في خمسة آلاف من أهل الديوان ........فلما التقى مروان و مزدانة اقتتل الناس اذ ذاك اقتتالا شديدا ,ثم انهزم مزدانة و منح الله مروان اكتافهم ,فقتلوا قتلوا الفناء ,فكانت تلك الغزوة استئصال أهل السوس على يدي مروان ,فبلغ السبي أربعين ألفا ,و عقد موسى على افريقية حتى نزل بميورقة فافتتحها
Publié par Medghassen à l'adresse 15:32 0 commentaires أبشع الجرائم في تاريخ الانسانية (2)


لمن لا يقرأون تاريخهم هذه إطلالة صغيرة جمعناها لكم، وعليكم أن تكملوا المسيرة لتعرفوا ماذا فعل من يدّعون اليوم من على المنابر أنّهم جاءونا بالأنوار، ولتعرفوا بأنّ ما فعلته شرذمة الإنقاذ ما هو إلاّ نسخة مكرّرة ممّا فعله أسلافهم ثانمّيرث
(2)
ثانيا:
الخلفاء و السبايافتوح البلدان للبلاذري فتح برقة و زويلة تاريخ الخلفاء للسيوطي باب عبد الملك بن مروان (((وقال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا أبو سفيان الحميري حدثنا خالد بن محمد القرشي قال: قال عبد الملك بن مروان من أراد أن يتخذ جارية للتلذذ فليتخذها بربرية ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية ))) (تعليق كانت نساء البربر مخصصات ليتلذذ بهن خلفاء المسلمين )و يذكر الأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه حوار مع صديق أمازيغي ص 25 نقلا عن العديد من المراجع الاسلامية Sad((كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله على افريقية: أما بعد، فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى الملك بن مروان رحمه الله، أراد مثله منك، وعندك من الجواري البربريات المالئات للأعين الآخذات للقلوب، ما هو معوز لنا بالشام وما والاه. فتلطف في الانتقاء، وتوخ أنيق الجمال، عظم الأكفال، وسعة الصدور، ولين الأجساد، ورقة الأنامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسؤق، وجثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخامة الكلام))).حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن شرحبيل بن أبي عون، عن عبد الله بن هبيرة قال: لما فتح عمرو بن العاص الإسكندرية سار في جنده يريد المغرب، حتى قدم برقة، وهي مدينة أنطابلس. فصالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه.حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن سهيل بن عقيل، عن عبد الله بن هبيرة قال: صالح عمرو بن العاص أهل أنطابلس ومدينتها برقة، وهي بين مصر وإفريقية، بعد أن حاصرهم وقاتلهم على الجزية، على أن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا في جزيتهم. وكتب لهم بذلك كتابا.حدثني محمد بن سعيد عن الواقدي عن مسلمة بن سعيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: كان أهل برقة يبعثون بخراجهم إلى والي مصر من غير أن يأتيهم حاثٌ أو مستحثٌ. فكانوا أخصب قوم بالمغرب، ولم يدخلها فتنة.قال الواقدي: وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة فما أعلم منزلاً أسلم ولا أعزل منها.حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عب الله بن صالح عن الليث ابن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كتب في شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة: إن عليكم أن تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية.قال الليث: فلو كانوا عبيداً ما حل ذلك منهم.وحدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن عبد العزيز كتب في اللواتيات أن من كانت عنه لواتية فليخطبها إلى أبيها فليرددها إلى أهلها. قال: ولواتة قرية من البربر كان لهم عهد.فتح افريقياثم ولى عبد الملك بن مروان فاستقام له الناس. فاستعمل أخاه عبد العزيز على مصر، فولى إفريقية زهير بن قيس البلوى. ففتح تونس ثم انصرف إلى برقة. فبلغه أن جماعة من الروم خرجوا من مراكب لهم فعاثوا، فتوجه إليهم في جريدة خيلٍ فلقيهم فاستشهد ومن معه، فقبره هناك، وقبورهم تدعى قبور الشهداء. ثم ولى حسان بن النعمان الغساني، فغزا ملكة البربر الكاهنة فهزمته. فأتى قصوراً في حيز برقة فنزلها. وهي قصور يضمها قصر سقوفه الزاج، فسميت قصور حسان. ثم إن حسان غزاها ثانية فقتلها وسبى سباً من البربر، وبعث به إلى عبد العزيز. فكان أبو محجن نصب الشاعر يقول: لقد حضرت عند عبد العزيز سبياً من البربر ما رأيت قط وجوهاً أحسن من وجوهم.فتح طنجةقال الواقدي: وجه عبد العزيز بن مروان موسى بن نصير مولى بن أمية - وأصله من عين النمر. ويقال بل هو من أراشة من بلى، ويقال هو من لخم - والياً على إفريقية. ويقال بل وليها في زمن الوليد بن عبد الملك سنة تسع وثمانين. ففتح طنجة ونزلها، وهو أول من نزلها واختط فيها للمسلمين. وانتهت خيله إلى السوس الأدنى وبينه وبين السوس الأقصى نيف وعشرون يوماً، فوطئهم وسبى منهم، وأدوا إليه الطاعة، وقبض عامله منهم الصدقة. ثم ولاها طارق بن زياد مولاه وانصرف إلى قيروان إفريقية
Publié par Medghassen à l'adresse 15:30 0 commentaires أبشع الجرائم في تاريخ الانسانية (1)


لمن لا يقرأون تاريخهم هذه إطلالة صغيرة جمعناها لكم، وعليكم أن تكملوا المسيرة لتعرفوا ماذا فعل من يدّعون اليوم من على المنابر أنّهم جاءونا بالأنوار، ولتعرفوا بأنّ ما فعلته شرذمة الإنقاذ ما هو إلاّ نسخة مكرّرة ممّا فعله أسلافهم ثانمّيرث
كيف دخل الاسلام الى بلاد البربر (الأمازيغ ) في شمال افريقيا
تعالوا تروا أولئك الذين زرعوا الكذب في عقولنا
بشعارهم أخرجناكم من الظلمات إلى النور
اقرأوا وتمعّنوا لتروا هذا النور الذي ما هو في الحقيقة سوى أبشع غزو في تاريخ البشرية
هذا الإدراج يتألف من 3 أقسام
دخول الغزاة الذين يصفون أنفسهم بأنّهم مسلمين الى شمال افريقيا
الخلفاء و السبايا
تعداد السبي أولا:1) دخول المسلمين الى شمال افريقيا .البداية والنهاية لابن كثيرأحداث سنة 27فتح افريقيا غزوة إفريقيةأمر عثمان عبد الله بن أبي سرح أن يغزو بلاد إفريقية، فإذا افتتحها الله عليه فله خمس الخمس من الغنيمة نفلاً، فسار إليها في عشرة آلاف، فافتتحها سهلها وجبلها، وقتل خلقاً كثيراً من أهلها، ثم اجتمعوا على الطاعة والإسلام، وحسن إسلامهم‏(حسن اسلامهم بعد أن قتل منهم خلقا كثيرا !!!!!!! الترهيب و ما أدراك ما الترهيب) .وأخذ عبد الله بن سعد خمس الخمس من الغنيمة، وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان، وقسم أربعة أخماس الغنيمة بين الجيش، فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار، والراجل ألف دينار‏.‏ قال الواقدي‏:‏ وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار، وعشرين ألف دينار، فأطلقها كلها عثمان في يوم واحد لآل الحكم، ويقال‏:‏ لآل مروان‏.‏ لما افتتحت إفريقية بعث عثمان إلى عبد الله بن نافع بن عبد قيس، وعبد الله بن نافع بن الحصين الفهريين من فورهما إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى الذين خرجوا إليها يقول‏:‏ إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتتح قسطنطينية في الأجر آخر الزمان والسلام‏.‏وقعة جرجير والبربر مع المسلمين لما قصد المسلمون وهم عشرون ألفاً إفريقية، وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وفي جيشه عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، صمد إليهم ملك البربر جرجير في عشرين ومائة ألف، وقيل‏:‏ في مائتي ألف‏.‏ فلما تراءى الجمعان أمر جيشه فأحاطوا بالمسلمين هالة، فوقف المسلمون في موقف لم ير أشنع منه، ولا أخوف عليهم منه‏.‏ قال عبد الله بن الزبير‏:‏ فنظرت إلى الملك جرجير من وراء الصفوف، وهو راكب على برذون، وجاريتان تظلانه بريش الطواويس، فذهبت إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فسألته‏:‏ أن يبعث معي من يحمي ظهري، وأقصد الملك، فجهز معي جماعة من الشجعان‏.قال‏:‏ فأمر بهم فحموا ظهري، وذهبت حتى خرقت الصفوف إليه - وهم يظنون أني في رسالة إلى الملك - فلما اقتربت منه أحس مني الشر، ففر على برذونه، فلحقته فطعنته برمحي، وذففت عليه بسيفي، وأخذت رأسه فنصبته على رأس الرمح وكبرت‏.‏ فلما رأى ذلك البربر فرقوا وفروا كفرار القطا، واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالاً كثيرة، وسبياً عظيماً، وذلك ببلد يقال له‏:‏ سبيطلة -على يومين من القيروان -، فكان هذا أول موقف اشتهر فيه أمر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وعن أبيه، وأصحابهما أجمعين‏.‏
Publié par Medghassen à l'adresse 15:30 0 commentaires عيسى ناث جرمون


المعروف بعيسى الجرموني
تهدي المدوّنة لزوّارها عددا من أغاني المرحوم
عيسى ناث جرمون، ذات تسجيل صافي وأصيل
اضغط هنا للاستمتاع بأغانيه
http://ichawiyenautrement.free.fr/playerjermouni.html
وهذه لفرقة فرسان امازيغ مع صورة عيسى ناث جرمون
http://ichawiyenautrement.free.fr/jermouni/jermouni.jpg
وهذا يوتيوب اغنية فلكلورية حديثة
https://www.youtube.com/watch?v=nmuhQzndod
Publié par Medghassen à l'adresse 15:28 0 commentaires صدمة الحقيقة


لماذا تنازل اجدادي عن لغتهم الامازيغية؟
بقلم أمازيغي من شرق الجزائر
الاخوة الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء احب ان اوّّضح انني لست ضد قومية معينة او طائفة او مذهب , فانا جزائري أصيل من البلاد التي شهدت ميلاد القديس اوقوستين (saint Augustin) والأديب أبوليوس (أفولايApulée) , انما انا عاشق للتاريخ وعلم الانساب الذى عن طريقه تأكدت باننى الانسان الذى يكتب هذه الاسطر وبكل ثقة , ولست انسانا اخر , انسان يريد ان يستعيد هويته , ولا يستعدي احدا لا عربي ولاعجمي , انسان لايبحث عن سلطة او استرزاق او تعاطف او سلطان . انسان يريد ان يكون هو , نعم هو لاغير ، لان الانسان عندما يكون هو ذاته فانه يعيش عزيزا كريما سعيدا .انسان يتعاطف مع كل المظلومين من عرب وعجم مع فلسطين والعراق , ومع كل المظلومين فى كل بقاع الارض .فانا مظلوم مثلهم , لكن الفرق هو انني انا من ظلمت نفسي او انسان قد ظلمه اجداده ولعل كلمة قالها شخص خليجي ايقظتني من سباتي عندما قالها عالية مدوية : امش يا بربري ؟هذه الجملة التى اسقطت ورقة التوت عن عورتي ,بالاضافة الى قول بعض من اسعفتهم كتب ابن خلدون والقلقشندي وغيرهم ...بانني بربري الاصل , ومدعي النسب فبدأت رحلة الاعتراف بالذات , فانا كنت انكر من اكون , حتى بعد اكتشافي لاصلي الامازيغي منذ ان اعدت الى نفسي هويتها , واعترفت بذاتي بعد صراع طويل وانا اسأل نفسي هذا السؤال :لماذا ترك او تنازل اجدادى وابائي عن لغتهم الامازيغية وهم لا يزالون فى ارض الوطن , لم يبرحوه ولو كيلو متر واحد , فالذى اعرفه ان اللغة هى الهوية فهي ليست مجرد وسيلة لنقل الافكار او المتطلبات او لتتفاهم مع الاخرينانها هوية الانسان ان فقدت فقد بفقدها الانسان اعز ما يملك لماذا تشبثوا بالارض ولم يتركوها؟لماذا لايزالون يتناقلون الروايات باننا لسنا وافدين بل نحن مثل القبائل والشلوح والتوارق ..واننا سكان اصليون؟لماذا لايزالون يمارسون طقوس زيارة الاباء وتقديسهم, ولايزالون يمارسون بعضا من تقاليدهم القديمة ؟لماذا فعلوا كل ذلك وتنازلوا عن اغلى شيء لديهم؟سؤال بحثت عن اجابته في بطون الكتب وفى مواقع الانترنت , لكنني لم اجد اجابة !فهل اجد عندكم الجواب الكافي لانني بصدق مستغرب من فعل اجدادي بعد ان عشت لزمن احسبه ليس بالقصير على اننى عربي , ونسيت ان العروبة ليست لسان اتحدث به بل هي عرق ينتمي لاحد الابوين عدنان او قحطان.بل كل كتاب التاريخ والانساب وايضا روايات الاجداد تقول اننا امازيغ .ولكن لا نتكلم الامازيغية؟ .لماذا لا نتكلم لغتنا الام ؟لماذا جعلني الاباء مخلوقا ناقص الخلق , ونقصه فى اشرف اعضاء جسده وهو اللسان ؟ ولماذا يحتقرون الأمازيغية إلى اليوم ويعتبرونها من سقط المناع؟ ولماذا يندفع البعض منهم بحماقة في معاداة لغة اجداده وينضمّ إلى من يجرّمون ويخوّنون كل من يدافع عن تامازيغت؟
لماذا تخلوا عن لغتهم بينما تمسك بها آخرون من بني عرقنا وداخل وطننا الجزائر .ارجو من احد المختصين الاجابة . دام وفاؤكم لشعبكم الجزائري ودامت الجزائر موحدة وعزيزة
Publié par Medghassen à l'adresse 15:27 0 commentaires وضع تامازيغت



أزول فلاون ورحمة الله
إذا كانت أنظمة الحكم في كلّ الشمال الأفريقي مختلفة إلى حدّ الاحتراب فهي متفقة إلى حدّ التطابق في ما يتعلّق بتامازيغت:تونس / تعتبر نفسها غير معنية تماما بتامازيغت لأنّ شعبها الأمازيغي مستعرب 100% ، كما تعتزّ بجذورها الفينيقية أكثر من اعتزازها بجذورها الحقيقية الأمازيغية. ليبيا القدافية/ منذ أن استولى على الحكم العريف قدافي سخّر البترودولار الليبي لخدمة الحركة البعثية الأعرابية في ليبيا، وهو الرقم 1 في نشر الأضاليل وأغرب الفتاوى في التاريخ وصرّح بأنّ الأمازيغ من الأمم البائدة وأنّهم انقرضوا مثل عاد وثمود .... ولا يزال يشنّ هجومات متوالية على كلّ من يشتمّ فيه رائحة تامازيغت، وأخيرا يحاول أن يحتويها لضربها الضربة القاضية .الجزائر/ اوضع أكثر تعقيدا، فبعد حصار الأمازيغية في إقليم القبائل وتحريض باقي الجماعات السكّانية ضدّها ووصْف كلّ مناضل من أجل تامازيغت بالعميل وبحزب فرانسا ... أصبح النظام يحرّض الجماعات الإسلاموية عليها ويتهم مناضلي تامازيغت بالتبشير بالنصرانية ويرفض أي ترقية لها بعد أن أنشأ محافظة سامية عبارة عن قبر لتامازيغت.المغرب/ حرّية الحركة أكبر وتامازيغت هنا لا تزال تشقّ طريقها بفضل جهود أبنائها المخلصين ولكن دهاة المخزن لا يزالون يكيدون ويدبّرون المؤامرة وبعد وفاة الملك الحسن 2 الذي أطلق سراحها، دبّر المخزن مسألة العودة إلى تيفيناغ لكتابة تامازيغت أي العودة بتامازيغت إلى العصور الحجرية ولما اطمأنّ على ذلك سخّر لها كل الوسائل المادّية أي جرّدها من الجناحين لحرمانها من الإقلاع من محطّة القرن العشرين وأعادها إلى سالف العصر والأوان.وكان الأحرى أن يعمل الإخوان في المعهد الملكي بالأبجديتين العربية واللاتينية على غرار ما فعل الإخوة الأكراد عندما اشتدّ الضغط البعثي الصدّامي عليهم ثانمّيرث

Sample text in Tamazight
هو الخطّ الذي كتبت به اللغة الليبية (Libyque) القديمة وهي أصل اللغة الأمازيغية الحالية والنص أدناه هو نصّ مزدوج بوني-ليبي (Punique-Libyque) يعود إلى المملكة النوميدية ويسمّى نصّ دوقّة (Dougga, Thugga) الخطّ الأعلى هو الخطّ البوني والأسفل هو اخطّ اليبي (الأمازيغي) يعني تيفيناغيتميّز الخطّ الليبي بحروف ذات أشكال هندسية كما نرى أمّا الخطّ البوني فيتميّز بحروف منحنية
ملاحظة / الخطّ الليبي يعني كل أفريقيا الشمالية (بلاد البربر) لأن ليبيا هو اسم بلاد البربر كلّها في القديم وليبيا الحالية هي جزء من ليبيا التاريخية التي تعني كل شمال أفريقيا.
Publié par Medghassen à l'adresse 15:22 0 commentaires
المعنى العميق لتاغنانت

تعليق مختصر وصلنا من زائرة لم تذكر اسمها ولأهمّيته ندرجه هنا
ليعلم المرْجِفون أنّ الشاوية في الجزائر هم الحصن الحصين للأمّة الجزائرية فالجزائر حيّة بهم ، أولئك الذين نظر الأنذال إلى إخلاصهم على أنّه غباوة وإلى إصرارهم على نصْرة الحقّ (تاغنّانت) على أنّه عناد وحاولوا تحريف معنى تاغنانت وفسّروه على هواهم وأنّه تمسّك بالخطأ ووصفوه بقولهم : معزة ولو طارت، لإرباكهم وجعْلهم متخاذلين مع أنّ الإصرار عى قول الحقّ والجهر به والذود عنه هو تاغنانت الحقيقية ، وفي اللغة الأمازيغية لهجة جبل اوراس :
ئيقيغ آمّا دتاغنانت ذيسن eigigh amma d'taghennant digsn
أي : فعلت ذلك نكاية فيهم
والمطرب رابح درياسة يقول في إحدى أغانيه : شنانة ف العديان وشنانة هي تحريف ل: غْنَان أي الاصرار على التمسّك بالرأي وعدم الخضوع للمساومات والمراوغات والاغراءات
ولذلك لا تستغربوا إصدار الحركة الوطنية في الجزائر خلال اربعينات القرن العشرين لجريدة أطلقت عليها اسم :تاغنانت، فتاغنانت بمعناها الحقيقي هي التي أوصلت الشعب الجزائري إلى الاستقلال وليس النفاق والخذلان والجبن.
وهذا ردّنا عليها :
يا أختنا الشاوية في الجزائر أنا من إقليم الشاوية - ورديغة في المغرب، وأشعر عميق الشعور أنّ الشاوية في كلّ الشمال الأفريقي أهلي.لقد رفعتِ مستوى النقاش حقّا بهذا التعليق القيّم ، أتمنّى ألآّ تغيبي عنا تحياتي وشكري وامتناني لكِ وإلى كلّ الشاوية الأحرار.
Publié par Medghassen à l'adresse 15:20 0 commentaires خطر النزعة القبلية الضيّقة
خطر النزعة القبلية الضيّقة في المجتمع الأمازيغي
(الشرق الجزائري، الشاوية تحديدا)
في دراسة سوسيولوجية توصّل الباحثون في الشأن الأمازيغي عموما وفي شأن إقليم الشاوية خصوصا إلى ما يلي :سيطرة الفكرة القبلية الساذجة لدى الأغلبية وهي الدهماء بحيث يصعب التأسيس لتفكير هوياتي جماعي فجمهور الشاوية في معاملاتهم لا يفكرون بمنطق جماعة Communauté ولكن يفكّرون بمنطق قبيلة Tribalisme أي أنّ الحركاتي لا يرى في السقني إلاّ شخصا غريبا أجنبيا بل وعدوا لدودا وعندما يصل الطارئون على إقليم الشاوية إلى تلك البلاد ويجدون ذلك التناحر والتنافر يستغلون الفرصة وفي غفلة من أهل البلاد يستولون على العقارات ومصادر الثروة بل إنّ القبيلة الواحدة قد تنقسم على ذاتها لأسباب تافهة وخير مثال على ذلك الصراع الدائر بين أولاد سعيد وأولاد عمارة منذ أن أصبحت أم بواقي مركز الولاية .هذا التفكير الساذج أضرّ بإقليم الشاوية وبدّد مقدرات الإقليم وجعله في مهبّ الريح لأنّ الإقليم لا تقوده نخبة ولكنه في أيدي الدهماء التي ليس لها الكفاءة لترسم للإقليم خطّ سير مفيد.وإذا كان الآخرون : الحرايك في شمال قسنطينة والقبائل في إقليمهم قد تجاوزوا مرحلة القبيلة إلى مرحلة الجماعة Communauté فإنّ الشاوية لا يزالون بعيدين كلّ البعد وانظر صراع النمامشة ضدّ اولاد يحي في تبسّة ومثل ذلك يحدث في سوق اهراس وفي كل مدن الشاوية لذلك لا بدّ للنخبة الجامعية أن تعمل شيئا مفيدا وأن تحمي الإقليم لتعيد له مكانته وهيبته ضمن المجموعة الوطنية لجزائرنا الغالية.
Publié par Medghassen à l'adresse 15:18 0 commentaires حقيقة الشاوية اليوم
الشاوية في كتاب وصف افريقيا للحسن الوزان (ليون الافريقي) هم امازيغ (بربر) يعيشون على النمط العربي وكان الريفيون Campagnards كلهم يشملهم هذا الاسم ولكن الان اصبح يخص منطقة في المغرب مستعربة بالكامل في جوار الدار البيضاء اما في الجزائر قهو اسم سكان شرق الجزائر الذين استعرب نصفهم والنصف الاخر في طريقه الى الاستعراب هل هذه المعلومات صحيحة وهل نمط المعيشة البدوي هو الذي سهل على هؤلاء الاستعراب فهم حسب الدراسات التي امامي يتكلمون عربية شمال افريقيا بلكنة خاصة ولكن تقاليدهم في اللباس والاعراس والنظام الاجتماعي والاعراف لا يزالون على التقاليد البربرية مدن الشاوية هي مراكز استعراب سريع بفضل وسائل الاعلام والمدرسة ومحيطها البربري يتهيّأ للذوبان في موجة الاستعراب والمستعربون من الشاوية يتميزون بالتمسك الشديد بالعروبة ونخبتهم تعرف انها من اصول بربرية ولكن تعتبر ذلك ماض لا فائدة من استرجاعه على عكس البربر في جهات اخرى. هناك مفارقة كبيرة يمثلها الاديب كاتب ياسين فمع انه من صميم الشاوية الا انه كان شديد التمسك باصوله البربرية ولذلك عاش معززا لدى بربر القبايل الذين كرموه ولا يزالون يعتبرونه رمزا من رموز الثقافة البربرية
Publié par Medghassen à l'adresse 15:03 0 commentaires أزول - Azul
هذا موضوع جدير بالنقاش والبحث والتعريف
كان الشاوية أثناء وصول الاستعمار الفرنسي لا يزالون في أغلبهم محافظين على لغتهم البربرية ولكن هذه المحافظة ليست محافظة علمية أكاديمية بل هي محافظة فلكلورية يعني لغة شفوية يتواصلون بها ولكن نخبتهم (الطلبة : معلمو القرآن والفقهاء والأئمّة ::: ) كانت مستعربة وتتعالى على الأمازيغية وتسخر منها ، وهو ما لم يكن موجودا في جهة القبائل لأنّ الإمام في جهة القبائل يلقي خطبة بالأمازيغية ويشرح القرآن بالأمازيغية أمّا في جهة الشاوية فلم يكن لتلك النخبة المزعومة أيّ اهتمام بالأمازيغية فتدهْورت وجاء الاستعمار الفرنسي وأبقى على هذه الحال وأكثر من ذلك تعاون مع الزوايا في هذا الشأن وكان يعيّن القيّاد وباقي الأعيان من العنصر المستعرب المستعلي على الأمازيغية واستحدث إدارة سمّاها Bureaux arabes ، ساهمت هي الأخرى في طمس الشخصية الأمازيغية وأكثر من ذلك ظلّت الأمّية منتشرة بين الشاوية قرونا طويلة على امتداد الفترة العثمانية والفرنسية وكان الطريق إلى الرقي الاجتماعي في إقليم الشاوية هو الاستعراب حيث أنّ مدن الشاوية تبسة وباتنة وعين بيضاء ... هي مراكز استعراب واحتقار للغة البربرية ولا يزال الأمر على هذا الحال واليوم تقلّصت دائرة استعمال الأمازيغية في أقاليم الشاوية وجاء البعثيون ووجدوا الأرضية مناسبة لنشر سمومهم وأقنعوا الشاوية المستعربين : مثل سكّان الحدود التونسية وأطراف الصحراء بأنّهم عرب أقحاح وحرّضوهم على باقي إخوانهم الذين لا يزالون يستعملون اللغة الأمازيغية في تواصلهم زيادة على التحريض على معاداة القبائل وتصوّروا إذاعات محلّية في مدن الشاوية تبثّ بالعربية حتى أغاني خليجية والأمازيغية لا مكانة لها بعد أن نجح البعثيون في تكوين طابور أمازيغي الأصل يقوده عثمان سعدي معادي للأمازيغية وإلى حديث آخر
Publié par Medghassen à l'adresse 14:58 0 commentaires أول إدراج
من هنا من نوميديا التاريخية نشهد الموت البطيء لاعرق قوّة جماهيرية أمازيغية ذلك الشعب الذي أنجب عظماء الامة الامازيغية في القديم والحديث
من ذا الذي لا يعرف الملوك النوميد من ماسينيسا إلى يوبا
من ذا الذي لا يعرف اول روائي في التاريخ ابوليوس : أفولاي
من ذا الذي لا يعرف شعب الموسولان وزعيمه تاكفارين
من ذا الذي لا يعرف القديسة موني وابنها الخالد القديس اوغوستينوس
من ذا الذي لا يعرف كاتب ياسين الكبلوتي
من ذا الذي لايعرف سيد الشهداء بن بولعيد
من ذا الذي لا يعرف شهيد الشباب بن مهيدي
من ذا الذي لا يعرف المغدور به عباس لغرور
من ذا الذي لا يعرف الكاهنة الملكة المحاربة
وغيرهم كثيروهؤلاء جميعا هم نخبة الشاوية قديما وحديثا واليوم هؤلاء الشاوية بعد قرون من الأمية والدمار الذي ألحقته زحفة الأعراب الهلاليين بهم ، كانوا يؤدّون الأتاوة للأعراب قرونا وبعد ذلك تسلل هؤلاء داخل إقليمهم وأذلوهم واستخفوا بهم وبلغتهم حتى قيل في الأمثال الشعبية : يجعلك محقور كي الشاوية في بلادها أي يجعلك مهانا كاللغة الشاوية في بلادها أي بين أبنائها الذين لا يبدون أي اهتمام بلغتهم ويأتي الحفاة العراة الأعراب ليتهكموا عليهم ويجعلونهم معقدين من أصلهم وانتمائهم الأمازيغي ويجعلون منهم قبائل متناحرة : أث شليح ضد الجبايلية والعمامرة ضد النمامشة والحراكتة ضد السقنية .....الخ حتى أصبح الشاوية مهانين فقراء في إقليمهم الغني الذي استولى الأفّاقون والمغامرون على مقدراته الاقتصادية : في باتنة الشاوية بجميع عشائرهم يتناحرون ويتقاتلون والغجر والهجارس يستولون يوميا على العقارات والمحال التجارية حتى أصبح الشعار أيها الشاوية عودوا إلى أريافكم فأنتم لا تعرفون غير الرعي وما دخلكم في الإطعام وتجارة الملابس وباقي الخدمات، وعوض أن يتسلح الشاوية بسلاح اللغات الحديثة للتخلص من عقدة اللغة ولخدمة لغتهم بما يتيحه تعلم اللغات الحية وأولها الفرنسية من فرص التعرف الواسع على تاريخهم وكذا استخدام التكنولوجيا الحديثة في سبيل ذلك تراهم لا يدرسون غير أشعار الشنفرى ومن يدّعون العروبة لا يعيرون العربية أي اهتمام بل يتهكّمون على الشاوية لأنهم لا يعرفون غير العربية.!!!!!!!!!!!!!! وا حرّ قلباه وا حزناه على قومي البلهاء لقد صدق من وصفهم بالغباوة والحماقة فهل يستفيقون ذات يوم ؟؟؟

http://www.1novembre54.com/tarikh_djazair.php?cat=Dossiers_ar&id=pd82




مقاومة الأوراس عام 1879



1- مقدمة


عدل سابقا من قبل sheshonk في الأربعاء 1 سبتمبر - 10:53 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sheshonk
عضو نشط
عضو نشط
sheshonk


عدد الرسائل : 24
العمر : 55
الموقع : ifker
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

SEGUNIA-السقنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: SEGUNIA-السقنية   SEGUNIA-السقنية Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 10:40

http://www.souforum.com/vb/t2195.html

















التسجيلالتعليماتالتقويمخيارات سريعةعمليات المنتدى
اجعل كافة الأقسام مقروءة
اذا كانت هذه زيارتك الاولى يفضل التوجه لقسم الاسئلة الرابط اعلاه قد يتطلب منك التسجيل قبل أن تتمكن من المشاركة : اضغط على الرابط السابق للتسجيل والمضي قدما. لبدء مشاهدة الرسائل ،قم باختيار المنتدى الذي تريد زيارته من الروابط أدناه.



آ



--------------------------------------------------------------------------------


بعد أن دخل الجنرال "دي نقريي" مدينة تبسة في الساعة السادسة زوالا يوم 31 ماي 1842، ثم رفع على أسوارها راية بلاده بدل الراية التركية؛ وأعاد تنظيمها إداريا وعسكريا، انقفل بجيشه إلى عين ببوش عبر طريق مسكيانة، ظنا منه أن المنطقة قد آلت إلى حكمه من دون مقاومة، وأن بقية سكانها في البوادي والفيافي لن يعترضوا عليه.
لكن سرعان ما خاب ظنه، وتبخرت أحلامه. فعندما: "غادر الجنرال دي نقريي تبسة، حاملا معه مفتاح المدينة، وسار من جديد عبر طريق مسكيانة؛ معتقدا أنه سيلقى نفس الاستقبال الذي حظي به في تبسة. فلم يأخذ في الحسبان القلاقل، التي أحدثتها بعض الشخصيات المحلية الثائرة، والتي كانت تتحيّن الفرص المناسبة للهجوم عليه.
كان على رأس الفريق المعادي لنا، الشيخ الحسناوي بن بلقاسم، حليف الحاج أحمد آخر بايات قسنطينة آنذاك، والذي كان ينتقل من قبيلة إلى أخرى بحثا عن الأنصار. هوجم الجنرال دي نقريي عند عبوره واد شبرو، من قِبل كوكبة كبيرة من الفرسان".
وقد كتب هذا الجنرال عن معركة وادي شبرو يقول: "بالأمس غادرت تبسة، على الساعة صباحا، قاصدا مسكيانة. يحاذي الدرب الذي سلكته الضفّة اليمنى لوادي شبرو. وبعد أن قطعت مسافة حوالي 28 كلم في ذلك الاتّجاه، أردت قطع الواد، وإقامة معسكري في ضفته اليسرى، فرأيت عن يميني 200 فارس عربي، ينزلون من جبل كراديد (جبل الدير) إلى الأودية الضيّقة المجاورة لبرج باشا عود الكبير.
تقدّم الفرسان نحونا ثم توقّفوا على بعد حوالي 300 أو 400 قدم من عساكرنا. أعلن أولئك الفرسان الذين تعرفت إليهم، أنهم حملوا السلاح فقط للاحتراز، وأضافوا أنهم يجهلون موقفي منهم. وبالرغم من أنني أكّدت لهم ميولي السلمية، إلاّ أنهم بادروا بإطلاق النار.
كانت تلك إشارة لخروج 300 جندي مشاة من الجبال لمساندتهم شرعوا على الفور في إطلاق النار يمينا ويسارا على جناحنا الأيمن.
ساعدتهم الأوحال والحفر التي لا نعرف مدى عمقها من تجنب ضرباتنا... واصلت السير تاركا ثلاث فرق مدفعية من حوالي 200 رجل، في مواجهتهم.
أمرت بالاقتصاد في الذخيرة، معتقدا أنه يكفي استعراض القوة لإبقاء العدوّ بعيدا عنا.
عندما قطع قسم من جيشنا معبر واد شبرو ليتحصن في المكان الذي حددته للمعسكر، فجأة اقترب مني العدو، الذي كان غاضبا من عدم اكتراثي لرشقات رصاصه، بشكل جعلني قادرا على إصابته .
بعد أن استطلعت المكان الذي يمكن أن تهجم منه الخيالة بلا مانع، سحبت في الحال وحدة المناوشين، لكي أزيد بقدر المستطاع من جسارة العدو.
فما أن لاحظ العرب حركة تراجعنا، حتى اندفع فرسانهم،ومشاتهم، أثر جنودنا كما لو أنهم كانوا يريدون منعهم من عبور الواد.
عندما دنوا منا بصورة تأكدت معها أنهم لم يفلتوا منا، هاجمتهم بثلاث فصائل من الفرقة الثالثة قناصة إفريقيا، كنت قد أكمنتهم في مجرى الواد.
دبّت الحيرة خلال فترة وجيزة في وسط فرسان العدو. وتمكن جنودنا القناصة الـ: 75 من إرغام الفرسان المائتين، الذين كانوا أمامهم، على الفرار والرجوع على أعقابهم إلى الجبل بعد أن نفدت ذخيرتهم.
لكن المشاة العرب، لما عجزوا عن الإفلات من خيولنا السريعة، ترقبونا عن كثب، فأجهزنا عليهم من كل الجهات بسيوفنا.
سقط كل الذين كانوا في متناول المناوشين في الفصائل الثلاث، بطعنات سيوف جندنا، جثمت في الميدان 75 جثة، وأسرنا اسيرا واحدا.
من جهتنا قتل منا خمسة جنود، وجرح عشرة آخرون... علمت أن العرب الخمسمائة الذين هاجموني كانوا من فرقة العلاونة... والخيالة كانوا من اللمامشا"
ويمكننا في ظل غياب الرواية الجزائرية أو أي راية أخرى محايدة حول معركة وادي شبرو أن نستنتج ما يلي:
أولا، تبين هذه الرواية بطلان الواقعة، التي ذكرها الملازم "كاستيل" في الجزء الثاني من كتابه عن تبسة، حول العقاب الذي أخذ به الحاج أحمد باي اللمامشة في منطقة بحيرة الارنب سنة 1834؛ وإلا كيف نفسر التفافهم حول خليفته الحسناوي، وتصديهم للقوات الفرنسية في هذه المعركة؟
ثانيا، غلب على رواية الجنرال " دي نقريي" كما عهدنا من جميع الروايات العسكرية الفرنسية سواء التي تناولت وقائع المقاومات الشعبية أم ثورة نوفمبر التحريرية المبالغة في ذكر انتصارات جيش الاحتلال، والمداراة على خسائره.
ثالثا، نستنتج مما ورد في هاته الرواية أن المشاركة في العركة لم تقتصر فقط على الفرق التي ذكرتها، بل تعدتها إلى فرق أولاد سيدي يحيى، إذ تشير إلى مشاركة 200 فارس عربي نزلوا من جبل الدير. ومن المعروف أن هذا الجبل هو موطن تلك القبيلة. بالإضافة إلى أن أولاد سيدي يحيى كما سنبينه لاحقا كانوا قد شاركوا في مقاومة الحاج أحمد باي منذ بدايتها.


المطلب الثاني: معركة الدير الأولى.
قبل احتلال الجزائر، كانت قبيلة أولاد سيدي يحيى بن طالب، القاطنة في الأقاليم الشمالية لمنطقة تبسة، حليفة لبايات قسنطينة، وكانت تخضع لحكم خليفة يعينه الباي من أبنائها، مثل الشيخ الزين بن يونس.
وأثناء الحملة الفرنسية الأولى على قسنطينة في سنة 1836 تحالفت قبيلة أولاد سيدي يحيى مع الشيخ عبد الحفيظ بن محمد، شيخ قبيلة الحراكتة وخليفة الباي الحاج أحمد، في التصدي لزحف الجيوش الفرنسية على المنطقة الجنوبية الشرقية لبايلك الشرق، والحيلولة دون السيطرة عليها.
بعد سقوط قسنطينة في سنة 1837 التجأ الحاج أحمد إلى أولاد سيدي يحيى، وظل بين ظهرانيهم بالدير إلى غاية سنة 1839 حيث قادهم على ٍرأس جيش كبير ضم قبائل أخرى كانت متحالفة معه، وبمعية حليفه الشيخ الحسناوي بن بلقاسم، لمعاقبة بعض فرق الحنانشة بقيادة خليفته السابق الرزقي، الذي نقض عهده، وتحالف مع العدو الفرنسي. فهاجمهم في تيفاش، ولحق بهم في سوق أهراس، حيث هزمهم هناك شر هزيمة.
يتبين من هذه الرواية اعتصام أحمد باي بأولاد سيدي يحيى بالدير، واعتماده على فرسانها في محاربة أعدائه، عن متانة العلاقات التي كانت قائمة بين قبيلة أولاد سيدي يحيى والحاج أحمد باي؛ وعن الثقة الكبيرة التي كان يضعها هذا الأخير في تلك القبيلة، وإلا لما لجأ إليها ولا اعتمد عليها في مواجهة عدوه الفرنسي وأذنابه.
قررت القيادة العسكرية الفرنسية عندئذ، وضع حد لتلك الانتفاضة الكبرى، خاصة بعد أن حققت القوات المنضوية تحت لواء القائد الحسناوي في منطقة سوق أهراس والحدود الشرقية، انتصارا باهرا على عميلها الرزقي. حيث حاصرته من كل الجهات، وهزمته شر هزيمة مما اضطره إلى الفرار إلى مجاز الصفاء، ثم الالتجاء إلى واد الملاح تحت الحماية الفرنسية. كما هزمته مع نصيره الرائد "جامي (jamet)" في الناظور وأجبرتهما على الفرار إلى قالمة، وفرضت عليهما حصارا مشددا كاد أن يهلكا فيه من الجوع لولا أن أنقذهما الماريشال "بيجو (Bugeaud)" في 23 فيفري 1841، حيث: "وجدهم في حال يرثى لها، ومنح للرجال المهلكين من الجوع 1000 كيس من القمح".
ظل الحسناوي والقبائل الموالية له سادة الميدان إلى أن قدم الجنرال "راندون" في 18 ماي 1842 على رأس 1800 جندي، ودخل قالمة بعد معركة عين السوده. وفي سنة 1843، وجهت ضد قوات الحسناوي ثلاث فرق عسكرية كبرى، واحدة من قسنطينة، وثانية من عنابة، وثالثة من قالمة.
وبعد أن سيطرت تلك الفرق على بلاد الحنانشة واحتلت مركز سوق أهراس، وطردت المقاومين من تلك الجهة، توجه الجنرال "براجي ديليي (Baraguey-d'Hilliers)" في شهر جوان 1843، على رأس فرقة عسكرية من قسنطينة للانتقام من قبيلة أولاد سيدي يحيى.
إذ شن عليهما هجوما كاسحا، و: "زحف إلى غاية الدير، بإقليم الدائرة، أين هاجم عبد الحفيظ بن محمد، شيخ قبيلة الحراكتة، واستغل إقامته في تلك الجهة ليحصل ضرائب أولاد سيدي يحيى بن طالب"، وذلك لتغطية نفقات الحملة العسكرية من جهة، وإثبات السيادة الفرنسية على تلك الجهة. وعلى الرغم من قدم تحالف أولاد سيدي يحيى بن طالب مع الحاج أحمد باي، وانخراطهم المبكر في مقاومته ضد الاحتلال الفرنسي، وأهمية معركة الدير بدليل قدوم الجنرال الجديد بنفسه إلى المنطقة وإشرافه على قيادة العمليات، إلا أننا لم نجد فيما توفر لدينا من مراجع، سوى هذه الإشارات المقتضبة عن تلك المعركة.
المطلب الثالث: معركة عين زوارة
انشغلت قوات الاحتلال في سنة 1846، بإخماد نار المقاومة التي أشعلها الأمير عبد القادر، في وسط وغرب وجنوب الجزائر بعد عودته من المغرب. وسعت بكل جهد لعرقلة تحقيق دعوته للقبائل التي زارها في تلك المقاطعات ومطالبتها بـ: "هجرة الأرض التي دنسها وجود الكفار، وتقوية صفوف الأمة الجديدة التي أنشأها في المغرب الأقصى".
وانشغلت في مقاطعات الشرق الجزائري، بمواجهة جيوب المقاومة في جبال شمال سطيف، وفي منطقة الحدود الشرقية، ومنها منطقة تبسة التي وقعت فيها معركة عين زوارة على ضفاف وادي الركل.
ففي يوم 29 ماي 1846، زحف الجنرال "راندون" على تبسة بقوات جرارة، جاب بها الشريط الحدودي المضطرب، وحارب بها القبائل الثائرة هناك،وأرهب بها القبائل الجزائرية غير الخاضعة. وفي الفاتح من جوان، قرر أن يخلي عددا من الجرحى إلى مركز قالمة العسكري، فجهز قافلة وضمهم إليها، ثم كلف قايد أولاد سيدي يحيى باصطحابها وحراستها إلى أن تخرج من إقليمه، فيتسلمها قايد الإقليم الموالي، وهكذا إلى أن تبلغ وجهتها.
لكن، حسب الملازم "كاستيل": خدعته تأكيدات قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب، حول رغبة هذه القبيلة في الخضوع. فاعتقد أن بإمكانه إرسال قافلة صغيرة من الجرحى إلى عنابة، عبر جبال الدير، تحت حماية خمسة فرسان من الكتيبة الثالثة صبايحية، بقيادة الملازم أمراوي. ضم إلى تلك القافلة بعض المرضى، وبعض الجنود العائدين إلى فرنسا –بعد أن أتموا مدة الخدمة العسكرية- بلغ عددهم في المجموع 100 نفر".
وقعت المعركة في الفاتح جوان، في منطقة وادي الركل، الواقعة في شمال جبل الدير، بالمنطقة المعروفة باسم: عين زوارة. حيث نصبت فرقة الورفلة كمينا في ذلك المكان، وهاجمت القافلة لما بلغته، وقضت على جميع أفرادها. ونرجح أن تكون المكيدة قد تمت بتدبير من قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب، سي محمد الطاهر بن بلقاسم.
اختلفت الروايات الفرنسية القليلة التي تحدثت عن تلك الواقعة، وأمكننا قراءتها، في تحديد عدد أفراد القافلة، وعدد مهاجميها من الجزائريين.
فقد ذكر أحد الضباط الفرنساويين، أن الآلاف من الفرسان والمشاة من فرقة الورفله من قبيلة أولاد سيدي يحيى، شنوا في ذلك اليوم هجوما مباغتا بقيادة شيخ مرابط، على تلك القافلة. فأبادوا جميع أفرادها، ولم ينج منهم سوى جندي صبايحي واحد، تمكن بأعجوبة من الإفلات من قبضة المجاهدين، وبلوغ مركز قيادته بتبسة في اليوم الموالي. وذكر قائد المستشفى العسكري بسوق أهراس: الطبيب "روكيت (Rouquette)"، أن: "في الفاتح جوان، تعرضت قافلة بها 20 مريضا، كانت متجهة إلى قالمة تحت حراسة قايد أولاد سيدي يحيى، لهجوم من قبل بضعة مئات من الفرسان، فذبح جنودنا المساكين".
وجاء في رواية "راندون" أن: "جنديا صبايحيا واحدا نجا من المجزرة ومن الملاحقة الضارية. حيث رمى خلفه برنسه، وعمامته، وسرواله، واختفى في الأحراش رغم كثرة جروحه؛ وفي الصباح الباكر ارتمى رجل عريان في أحضان حرس اللفيف الأجنبي. كان ملطخا بالدماء، ويتلفظ بكلمات مبهمة،... اقتيد إلى خيمة الجنرال، وتم التعرف إليه بأنه أحد صبايحية القافلة التي توجهت بالأمس نحو عنابة".
ويقول "كاستيل" عن الكيفية التي هاجم بها الجزائريون تلك القافلة العسكرية: "كانت القافلة قد هوجمت على حين غرة، لحظات بعد بلوغها مرتفعات واد الركل بإقليم الدائرة، وأبيدت على يد أناس من فرقة الورفلة، من قبيلة أولاد سيدي يحيى بن طالب. فالشيخ علي بن بوحيطة وحده قتل طبيبا، ونقيبا، وضابط صبايحية من الأهالي، بالإضافة إلى أربعة جنود فرنسيين، قاوم الملازم أمراوي المهاجمين مقاومة ميؤوسة، وتمكن بمساعدة رجال معافين، في حوالي ثلاثة مواقع، من صد كل الهجمات. لكنه سقط في يد العرب بعد أن قتل جواده، وبقي معه سوى صبايحي واحد".
ونرجح أن يكون قايد أولاد سيدي يحيى، سي محمد الطاهر بن بلقاسم، قد اتفق مع فرقة الورفلة على أن تهاجم هي القافلة، وتنتقم من عدوهم المشترك ومما فعله بهم عندما هاجمهم في الدير. بينما يتظاهر هو بالبراءة أمام السلطة العسكرية فقد: "أسرع قايد أولاد سيدي يحيى بن طالب إلى الارتماء أمام الجنرال، وبصوت باك ظل يردد أن قومه غدروا به، وأنه يرفض أن يكون شريكا في مثل هذا العدوان، ومستعدا أن تضرب عنقه، ويفتدي بدمه".
المطلب الرابع: معركة الدير الثانية.
وقعت هاته المعركة في يوم 2 جوان 1846، في هضبة الدير، عندما قرر الجنرال "راندون" توجيه حملة تأديبية ضد فرق أولاد سيدي يحيى المقيمة في تلك الهضبة، انتقاما لجنده الذين قتلوا في موقعة وادي الركل على يد فرقة الورفلة كما مر معنا فقد: "توجه الجنرال راندون إلى جبل الدير، لمعاقبة القبيلة المذنبة، حيث احتمى أولاد سيدي يحيى بن طالب مع قطعانهم الكبيرة معتقدين أنهم في حصن حصين... توقف الجيش عند سفح رأس السطح، لأن مجموعات مسلحة عديدة كانت أمامه، واتخذت فيه المدفعية موقعا لها".
وبحسب شهادة الجنرال "راندون"، التي أوردها "كاستيل"، فإن: "أول من بدأ التسلق [أي تسلق مرتفعات جبل الدير] كان جند الصبايحية، ثم تلتهم فرقة اللفيف الأجنبي. كان يستوجب على فرقة الخيالة، بذل مجهود، أو بالأحرى مهارة للوصول إلى هناك ومع ذلك صعدت في وسط وابل من الرصاص، متبوعة بفرق المشاة، وفي لحظة أبيد جبل أولاد سيدي يحيى بن طالب".
ويتبين من رواية "كاستيل" عن مجريات المعركة، الشجاعة التي أبداها المجاهدون التبسيون في الدير، والتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل الله والوطن، ونعتقد أن الأحداث لم تتم بتلك السهولة التي ذكرها الجنرال.
فبعد أن صعدت قوات العدو مرتفعات رأس السطح بصعوبة شاقة وتكبدت خسائر في الأرواح، شن عليها أولاد سيدي يحيى هجمات شرسة، ففي الحال: "بدأ هجوم شرس خسر فيه العدو 200 قتيل، وتعرض لغزو كاسح. وفي الغد، هاجم أولاد سيدي يحيى بن طالب المعسكر الذي بقي في رأس السطح. فردوا على أعقابهم وسقط منهم 100 رجل آخر".
وتذكر رواية أخرى أن القوات الفرنسية: "عاقبت الثوار عقوبة مثالية حيث شنت عليهم مدفعيتنا هجومين، وخسر العدو 300 رجل... وفرضت عليهم غرامة مالية بقيمة 30 ألف فرنك، تم تحصيلها في ظرف ثلاثة أيام، وقدم إلى العدالة خمسة من أنصار الحسناوي، المحرضين على تلك المكيدة"
بينما حدد أحد ضباط جيش الاحتلال خسائر المجاهدين في تلك المعركة بأقل من ذلك، حيث قال: "هاجم فرساننا أولئك المتعصبين ففرقوا جمعهم، وقتلوا منهم أكثر من 100 رجل".
انتقم العدو الفرنسي من المقاومين التبسيين في الدير شر انتقام. إذ: "... أجبر أولاد سيدي يحيى بن طالب، على دفع غرامة مالية بقيمة 30 ألف فرنك، خلال ثلاثة أيام، وسجن القايد سي محمد الطاهر بن بلقاسم بعيدا عن وطنه، بعد أن حمّل المسؤولية، وعرض على القضاء خمسة أشخاص بتهمة التحريض على القتل الجبان لمرضانا. أما فرقة الورفلة التي ارتكبت الجريمة، كانت الوحيدة التي فرت بجميع خيامها الثمانين. فاستهلكنا محاصيلها الزراعية، وصادرنا مدخراتها من الحبوب.
وبعد سنتين ناشدت تلك الفرقة السماح لها بالعودة إلى إقليمنا. فسُمح لها بشرط ألاّ تعود إلى أراضيها القديمة، وأن تتخذ حلوفة (بجبل قريقر) موطنا لها، حيث تكون في قبضة السلطة. بينما وزعت حصص الأراضي التي كانوا يملكونها على فرقة القبيلة التي حلوا محلها في حلوفة. وبذلك دخلت قبيلة أولاد سيدي يحيى بن طالب، بعد هذا الدرس القاسي في خضوع تام لنا".
وما يمكننا استخلاصه من تلك الروايات المختلفة:
أولا: أن الجنرال "راندون" جيش جيشا كبيرا لهذه المعركة، أقحم فيه جند الصبايحية الذين هم من الأهالي الجزائريين، وفرقة اللفيف الأجنبي، ولأول مرة في حدود اطلاعنا، يصرح فيها بوجود فرقة لفيف أجنبي في الجزائر، تقاتل في صفوف جيش الاحتلال الفرنسي،وتساهم في بسط السيطرة الفرنسية على البلاد.
ثانيا: شهدت مختلف الروايات الفرنسية المذكورة على شراسة مقاومة سكان الدير من أولاد سيدي يحيى، حيث تصدوا للهجوم الفرنسي ببسالة، وواجهوه بـ: "وابل من الرصاص"، وقدموا العديد من الشهداء.
ثالثا: امتنع قائد الحملة الفرنسية عن ذكر عدد قتلاه في المعركة التي وصفها بالشرسة؛ ومع ذلك نرجح أن يكون عددهم كبيرا، نظرا للطريقة التي هاجموا بها. فكما مر معنا أرادت القوات الفرنسية تسلق هضبة الدير الشامخة، وبلوغ مرتفعاتها الشاهقة، حيث تتمركز القوات الجزائرية، مما يجعلها في مركز ضعف، وفي مرمى نيران الجزائريين.
رابعا: عاقب جيش الاحتلال أهالي الدير بعد أن تمكن منهم، بالمغرم، ومصادرة الممتلكات، والتغريب عن الديار، وهي العقوبة التي سرت على كل من قاومهم من القبائل الجزائرية.
المطلب الخامس : معركة الماء الأبيض
وقعت هذه المعركة في خريف سنة 1846، في الجهة الشرقية لسهل بحيرة لرنب، بمنطقة الماء الأبيض، في شرق تبسة، على رأس قوة عسكرية ضخمة، و:" زحف للسيطرة على اللمامشا، في استعراض للقوة، بفرقة الوحدة 31، واللفيف الأجنبي، والفرقة الخامسة خيالة، وجند الصبايحية، كوسيلة أكيدة تقوي الأصدقاء، وترهب الأعداء"
غير أنه رأى بأن تلك القوات لن تكفي في تحقيق مهمته، والاضطلاع بها على أحسن ما يرام. فطلب: "من الجنرال بيدو ( Bedeau)، الذي أعيد تعينه على رأس القيادة العليا لمقاطعة قسنطينة، تعزيزات، فمده بالوحدة الثانية، وبفضائل القناصة والصبايحية مع المدفعية "
وعندما تأكد من التفوق العسكري، قاد هجوما على سكان الماء الأبيض، واشتبك مع ثوراها.وتذكر الرواية العسكرية الفرنسية، أن الفرق التبسية التي شاركت في تلك المعركة، كانت اللمامشا. حيث: "شارك فيها على الأخص العلاونة، والبرارشة، المقيمين بالقرب من الماء الأبيض وفي شرقي بحيرة لرنب"
ونظيف أيضا أن تلك الفرق كانت تحارب إمرة شريف من تونس يدعى مولاي أحمد، كان قد حل بينهم في شهر أبريل 1846، فنظّم صفوفهم، وقادهم إلى مقارعة عدوهم الفرنسي، ونرجح أن يكون هذا الشريف جزائري من أبناء بني الفرق المهاجرة في تونس، على اعتبار أن اللمامشا كانوا إذا ما أشتد عليهم الضغط الاستعماري، يلجؤون إلى البلاد التونسية.
ومما جاء في مذكرات المارشال "راندون" عن سير تلك المعركة، قوله: "وعلى الرغم من أن الثوار فروا من أمامه إلا أنه التقى بهم. فكان منظر تلاحم الجيشين رائعا، فبالكاد حاول جنودنا إطلاق النار خوفا من قتل فرساننا المتلاحمين بخصوصهم. لقد كان مشهدا غريبا لجنود الوحدة الثانية؛ التي انشغلت بعد الضربات. فقد قتل "جيرار" قاتل الأسود، ومسؤول المساكن آنذاك، بالتعاون مع صبايحية عنابة، عدة فرسان تونسيين ... واستمرت المعركة في شكل مطاردة شرسة على امتداد حوالي 28 كلم، وانتهت بعد أن حل الظلام، وتعب المقاتلون. ولم يتوقف الفرسان إلا بعد أن أدركوا أنهم يتواجدون منذ مدّة في الأرض التونسية"
وما يمكننا استنتاجه مما سبق:
أولا، اتبع مجاهدو المنطقة، في صد قوات العدو، التي كانت تفوقهم في العدة والعتاد، أسلوب الكر والفر، وذلك لاختلاف طبيعة الجيشين، فالجيش الفرنسي كان أكثر تنظيم وتمرس على الحروب، بينما الجيش الجزائري يتألف من فلاحين لا يحسنون إلا ركوب الخيل، ولا يملكون سوى الشجاعة، زد على ذلك أنهم كانوا مثقلين بعوائلهم ومواشيهم التي كانت تصطحبهم، وهذا الأمر سرى على أغلب ثورتنا الشعبية في القرن التاسع عشر.
ثانيا، فشل جيش العدو في النيل من المجاهدين اللمامشا، وفي تحقيق هدفه القاضي بإجبارهم على الخضوع، رغم الضربات الموجعة التي ألحقها بهم .
ثالثا، تبين هذه المعركة، أن الأهالي كانوا يدركون حق الإدراك العمق الاستراتيجي لتونس أثناء تعرضهم لمثل تلك المحن، وأنّ الشعبين المسلمين الجزائري، والتونسي، كثيرا ما تعاهدا على مقارعة العدو المشترك، فالدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع بينهم ينص على نصرة المسلم لأخيه المسلم.
رابعا، نرجح أن يكون الدافع من وراء حدوث هذه المعركة هو تخوف القيادة العسكرية الفرنسية من استفحال أمر الجهاد في منطقة الحدود الشرقية، التي كانت تشهد اضطرابات بفعل تمرد بعض فرق قبائل تبسة، وسوق أهراس، وتونس، فتبنت تلك القيادة سياسة عرض قوتها، والتنكيل بأهل الماء الأبيض حتى تخاف منها بقية الفرق، وتتراجع عن الاستمرار المقاومة، تلك السياسة التي برع فيها "جنرالات الجيش الإفريقي" وصارت ديدنهم أثناء حملاتهم على الجزائريين.
خامسا، اعتاد التأريخ العسكري الفرنسي للمقاومة.تلك الشعبية الجزائرية، على التقليل من شأن مقاومة الجزائريين، وازدراء قادتهم، والمبالغة في ذكر شجاعة جند الاحتلال وعبقرية قادته"!؛ وإلا بأي شيء تفسر توجيه حملة عسكرية بقيادة جنرالين ضد من كانوا يعدون في نظر جيش الاحتلال من المغامرين "؟


المطلب السادس : معركة الجرف .
في سنة 1847، قرر قائد مقاطعة قسنطينة، الجنرال "بيدو"، شن هجوم كاسح على اللمامشا، لإجبارهم على الدخول في إذعان حقيقي، والانتقام من فرقة أولاد رشاش التي هاجمت، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1846، أعوان الإدارة الاستعمارية في خنقه سيدي ناجي، التي كانت تعد معبرا أساسيا إلى المعسكر الفرنسي في بسكرة. في تلك الفترة، قررت: "حامية بسكرة" بقيادة النقيب دي سان جرمان (De Saint-Germain)، شن هجومين شرسين عليهم، فقدوا على إثرها 100 خيمة، و250الف رأس من الغنم"
كما قررت السلطة الاستعمارية توجيه قوات جرارة، لمعاقبة اللمامشا على إيوائهم الشيخ الحسناوي بن بلقاسم، الذي كان مطاردا منها، ومن كاهية الكاف، وكاهية باجة، بعد تزعمه انتفاضة أولاد خيار، والتفاهم حوله، وسيرهم معه فير مواجهة جديدة ضد عدوهم الفرنسي المشترك.
ففي شهر مارس 1847، طوقت ثلاث سرايا عسكرية اللمامشا من كل الجهات، وشنت عليهم ثلاث هجمات كاسحة. وبحسب رواية "كاستيل": " قاد الهجوم الأول العقيد صوني (Sonnet) حيث غادرت سريته بسكرة، واتبعت سفوح الجبال المحاذية للصحراء ولقطع الطريق على المتمردين؛ وقاد الهجوم الثاني الجنرال "هربيون (Herbillon)"، الذي انطلقت سريته الثالثة فقادها العقيد "سنيلهي ( Senlhes)" من عنابة، ثم اتجه بها إلى تبسة، ومنها إلى الحدود التونسية.
مرت السرية الثالثة بكل من عوينة الذياب [بلدية العوينات الحالية]، وطريشة، ورفانة، وعين زقيق، والدكان، وعين جدور، وواد مهيون، وبئر العاتر، وعين فوريس، ثم عادت من الدرمون مرورا بفم متلاق، وبعين رقادة، وعين شيرو- توجهت سريتان جنوبا إلى بودكان، ونقرين، وتقدمت سرية "هربيون" إلى غاية الجرف"
ومما جاء عن سير تلك المعركة، في "العرض الكرونولوجي لكتيبة قناصة إفريقيا الثالثة، أن: "في 30 مارس 1847، سار العقيد "دي مرباك"، بمعية السرية القادمة من باتنة نحو خنشلة، من جهة المنحدر الشمالي للأوراس، فوصل إلى قرية سيدي عبيد. كان يتوقع حدوث مقاومة لكن القرية كانت مهجورة فمعسكر المشاة على بعد خمسة كلم منها.
عاد في الفاتح أبريل رجال الزاوية إلى قريتهم، وتقدموا إلى المعسكر حيث اعتقلوا، ولما وصلنا في اليوم الثالث إلى واد هلايل، بلغتنا أنباء مفادها أن اللمامشا كانوا قد اجتمعوا في رأس العش... أرسلنا تشكيلات استطلاع حول واد هلايل، وسيدي عقرب، وواد حلاق، وقرية سيدي عبيد، وفي اليوم 17 جاءنا رجال الزاوية يعلنون خضوعهم.
كانت إحدى تشكيلات الاستطلاع قد زارت الجرف، تلك القرية العجيبة، التي نحتت في صخرة كلسية شبيهة بفطر عملاق... وأثناء حملة الاستكشاف في الجرف، تعرضنا لطلقات نارية أصابت جوادين.
بعد ذلك توجهت السرية إلى خنشلة... أما النساء، والأطفال، والعجزة، فانقسموا إلى مجموعات ولجؤوا إلى تونس، حيث يتوفر الماء بكفاية لمواشيهم"
لجا الجيش الفرنسي، بعد فشل سراياه في تعقب الثوار، والعثور عليهم، إلى وسائل أخرى لإرعاب السكان، فقد أقام محميات عسكرية في مختلف جهات المنطقة الثائرة، لإجبار سكانها على الخضوع إذا ما أرادوا العودة إلى أوطانهم؛ وأتلف محاصيلهم كي يدمر اقتصادهم، ويعرضهم للجوع، ويضعف من معنوياتهم، يقول "كاستيل" "لقد أدت الحرارة المرتفعة، والمياه النادرة إلى جعل الصحراء غير صالحة للحياة، وبالتالي كان خضوع اللمامشا متوقعا.
فمن قبل، شغلتهم كثرة جولات، وطلائع جيشنا، التي جابت مناطقهم، وتعبوا من رؤية فرساننا وقومنا يلتفون حول محاصيلهم".
وفي نهاية شهر أوت سحبت قيادة جيش الاحتلال تلك القوات الجرارة من موقعها في جنوب تبسة، لتستعين بها في حملتها على ثورة الشريف بوعود، ومولاي إبراهيم، وأحمد الطيب بن سالم في منطقة القبائل.
بينما أبقت سرية العقيد "سنلهي" في عين شبرو، لما تأكدت من أن الوضع الأمن في تبسة بات مستقرا، بعد سجنها الحسناوي بن بلقاسم مع زمالته في طبيقة بسهل عنابة.
كان من نتائج تثبيت سرية عين شبرو، وعلى مرمى حجر من مدينة تبسة، أن ضعفت شوكة مقاومة اللمامشا، الذين اضطروا إلى دفع ضريبة الحرب، والقبول بالتقسيم الإداري الذي فرضه عليهم العقيد "سنلهي" من دون أن يخضعوا له بشكل نهائي.
فقد جاء في يومية مسيرة سريّة الجنرال "هربيون" ، أن اللمامشا: "قلقوا من بقاء سرية قرب تبسة، التي تعد أحد المناطق الرئيسية لإقليمهم، لذا لم يتأخر العلاونة، والبرارشه عن إعلان إذعانهم للعقيد، قائد تلك السّرية، من جهتهم، توجه أولاد رشاش إلى باتنة لأداء المهمة نفسها، وبذلك فرضت على مختلف تلك الفرق ضريبة الحرب".
يضيف " كاستيل": "لم تغادر السّرية المنطقة، إلا بعد أن حصّلت ضريبة الحرب، وقسم اللمامشا إلى قايديتين: قايدية خاصة باللمامشا غرابة، وضمت أولاد رشاش، ووضعت تحت تصرف القايد أحمد بن الحاج، وألحقت بدائرة بسكرة، مقاطعة باتنة، وقايدية خاصة باللمامشا شراقة، ضمت العلاونة، البرارشه، وألحقت بمقاطعة عنابة، لم تكن هاته المصلحة المنقوصة تقدم أيه ضمانات للاستقرار".
وفي الأخير يمكننا القول أن اللمامشا لم يذعنوا بشكل حقيقي ودائم، بدليل أن زعماء أولاد رشاش لم يستسلموا إلا بعد أن احتجز الغازي الفرنسي رهائنهم في بسكرة، وأنّ فرقتهم ما أن علمت بتحرك سريّة العقيد، "سينلهي" من عين شبرو باتجاه عنابة، حتى هاجت سكان خنقة سيدي ناجي، لنتتقم من اعوان عدوها، وتعيد جزء من ثروتها الحيوانية التي صودرت منها، فاسترجعت ألف رأس من الغنم. كما أن المقاومات الشعبية كانت دوما تحدث بتدبير من شريف أومرابط.مثلما هو الحال هنا في معركة الجرف حيث تتحدث الروايات الفرنسية عن ثورة شريف يدعى بلقاسم، حلّ بين أولاد رشاش ودفعهم إلى الانتفاضة.
ويبدو من حيثيات المعركة كما روتها المصادر الفرنسية، التي سكتت عن ذكر عدد القتلى أو الجرحى عند الطرفين، وأن اللمامشا قد آثروا تأمين أهاليهم ومواشيهم بنقلهم إلى تونس على مقارعة تلك القوات الجرارة وتمكينها منهم، وفيا لسياسة الانتقام من المناطق الثائرة، والتي كانت ترتكز على ثلاث وسائل رئيسية : الأرض المحروقة، والإكراه على الإذعان، والاثقال بالمغرم والضرائب.
المطلب السابع : معركة أوكس
في ربيع سنة 1850 قرر العسكري الجديد لمقاطعة قسنطينة، الجنرال "دي سانت آرنو"، توجيه حلمة عسكرية كبيرة ضد منطقة الأوراس، والمناطق الصحراوية الواقعة جنوبه، بعد موافقة باريس.
فآثر البدء بحملة تأديبية ضد اللمامشا، لأنهم بحسب الرواية الفرنسية عادوا: "مجداد خلال سنة 1849، لأعمال السلب والنهب" وقرر ألا يتوجه إلى الأوراس إلا: "في 20 ماي، بعد ذوبان الثلوج، وحتى أصل إليه بمعنويات عالية بعد أن أعاقب اللمامشا وأحصل على خضوعهم".
لقد برع "سانت آرنو" منذ كان ملازما على رأس الفرقة الأجنبية، في استعمال سياسة "الأرض الحروقة" التي تعلمها من أستاذه المارشال "بيجو".
لقد ذكر في رسالة وجهها إلى أخيه في باريس في 2 ماي 1850، أن الأمور تسير على ما يرام ، فاللمامشا امتلكهم الخوف وصاروا يتحدثون عن الإذعان، وأعتقد أنني سوف أطلق رصاصة واحدة".
غير أنه فند ادعاءه في رسالة أخرى بعث بها إلى زوجته في يوم 7 من الشهر نفسه، حيث قال: "لا أدري بعد، إذا ما كان اللمامشا يريدون في المستقبل الحرب أو السلم. فهم لم يأتوا جميعا إلى معسكري، وأظن أنني سأضطر إلى التحرك ضدهم".
هذه شهادة جازمة بفشل سياسته الاستعراضية في تخويف اللمامشا، حيث بدلا أن يخضعوا له كما كان يتصور، أعلنوا عليه الحرب.
تحرك الجنرال في يوم السابع من ماي من معسكره بخنشلة، واتجه على رأس قوة جرارة صوب معقل المجاهدين اللمامشا في عين غيبار، فحل بمنطقة الزوي، وقرّر: "الهجوم ليلا على عين غيبار، حيث يتواجد المتمردون مع زعيمهم".
ومع أننا لا نملك المعلومات الكافية عن الأسباب والدوافع الحقيقة والكامنة وراء تلك المقاومة، أو مجريات المعركة التي دارت بين الطرفين، إلا أنه يمكن أن نستنتج من المدة التي قدّرها قائد جيش الغزاة بأربعة أيام للقضاء على تمرد اللمامشا" أن عدد الثوار التبسيين كان كبيرا.
فقد جاء في رسالته المؤرخة في 8 ماي 1850: "كل شيء سينتهي في يوم 10، سأظل في المنطقة بضع أيام، لأحصل على الضرائب وأنظم الحكم، ثم سأزحف على تبسة التي سأصلها في اليوم السادس عشر، وفي يوم 20 أو 22 سأعود إلى خنشلة، هنالك سيلعب الفصل الأول من مسرحيتي الدرامية، أما الفصل الثاني فسيكون للأوراس؛ والثالث باتنة، والرابع سطيف، وقسنطينة".
غير أن ليس ما يتمناه المرء يدركه، تأسف في رسالة أخرى لعدم تمكنه من بلوغ تبسة قبل 18 ماي، واضطره إلى البقاء في مخيمه بالزوي أربعة أيام إضافية. ونرجح أن يكون السبب في التأخر، هو شدة المقاومة التي واجهته من الثوار اللمامشا في تلك المناطق الوعرة.
فقد ذكر في رسالة إلى زوجته، أن قواته اشتبكت في اليوم التاسع من شهر ماي، مع مجاهدين من اللمامشا في منطقة خنشلة، وتعرضت لهجمات كثيرة ومباغتة، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن ذلك الاشتباك.
وفي ليلة اليوم العاشر، خطط للهجوم على معقل المجاهدين، وأخذهم على حين غرة، لكنه تراجع في آخر لحظة لما علم أنهم قد أخلوا مواقعهم، فقرر في اليوم الموالي إرسال قوة صغيرة بقيادة العقيد "ميرباك (Mirbeck)" والعقيد "إسبيناس(Espenasse)"، إلى الفرق الخاضعة لتحصيل الضرائب، وتعجيل الأمور.
يذكر "كاستيل" أن الجنرال وجه في منتصف ليلة الثاني عشر، فرقة عسكرية بقيادة العقيد إينار( Eynar) : "فعسكر الجيش بفم قنتيس وسار إلى تبسة عبر الشريعة، من دون أن يلقى أية مقاومة فحاول العلاونة، والبرارشه اعتراض طريقه في فجاج اوكس، عند مخرج تلك القرية، لكن مقاومتهم لم تستمر طويلا، وانتزعنا منهم 1000 خروف، و400 جمل".
أما "دي سانت آرنو" فيروي بأنه كلف العقيد "ميرباك" بتلك الحملة. فقد جاء على لسانه: "بالأمس عاد "ميرباك" مع الفرقة التي وليته عليها، وحمل إلي 45 سجينا كرهائن، وأخذهم من بين زعماء أولاد رشاش، ومن عليه قومهم. سوف أستعمل هذا أحسن وجه ممكن".
ثار اللمامشا لأنفسهم من تلك الحلمة التي تعرضو فيها للسلب والنهب على يد عساكر الجنرال، بالهجوم على زمالة[1] الحسناوي بن بلقاسم، الذي صار في تلك الأثناء عونا من أعوان الإدارة الاستعمارية، إذ عينه الجنرال "سانت آرنو" قايدا عليهم، واستعان به في شن حملته.
وصفت إحدى المجلات الفرنسية تلك الأحداث بالقول: "وقع في شرق مقاطعة قسنطينة حدث مؤسف على الحدود، فقد تعرض القائد الحسناوي الذي كان يقيم بزمالة كبيرة في إقليم الفرقة اللموشية، التي رفضت الإذعان ليلة الفاتح إلى الثاني من سبتمبر، من طرف عصابات كثيرة.
استطاع أن يصد هجومها بقوة، ويقتل ويجرح العديد من رجالها، لكن في اليوم الموالي، رغم مقاومته الباسلة اضطر أمام التحاق إمدادات معتبرة بالمتمردين إلى الانسحاب، هلك في المعركة شابان مفعمان بالحياة، هما ابنه وابن أخيه، وخسر هو كل ما كان قد جلبه إلى ذلك المعسكر، صدر الأمر إلى علي قايد الحراكته، بالسير على جناح السرعة بمعية 500 فارس لنجدة الحسناوي، وعند الحاجة يتوجه القايد العربي بوضياف إلى مركز القيادة بعين خنشلة، لدعمهم"
ويذكر "فيرو" أن: "في الحال أرسلت إلى تبسة، عبر وادي شبرو، فرقة قوم نظامية مؤلفة من 300 فارس مغوار، وضعت تحت إمرة هذا القايد (الحسناوي)، وتقدم بها ضد اللمامشا، فقتل منهم عند اشتباكه بهم في طريق الكريطة، أحد عشر نفرا، ثم أقام مخيمه بعين رقاده، على المرتفعات القريبة من تبسة، غير أنه اضطر، على إثر سماعه بعض الطلقات النارية بالليل، إلى تغيير مكانه والاقامة بعين شبرو، وبعد بضعة أيام من إقامة تلك الفرقة بذلك المكان الجديد، أعلن عن قدوم حوالي 1000 فارس و 2000 راجل من اللمامشا إلى المنطقة. قام كل من الحسناوي، وسي مصطفى الملازم الأول في فرقة الصبايحية، وقائد القوم بمعية بعض الرجال، بإجراء استطلاع، ومعاينة الموقع الذي كان العدو ينوي احتلاله، عندئذ فر القوم المساعدون في كل الاتجاهات، دون ان يطلقوا عيارا ناريا واحدا، في البداية فر السقنية ثم تبعهم الحراكتة، وتركوا الحسناوي بن بلقاسم، وقايدهم مصطفى، بكل نذالة تحت رحمة اللمامشا.
لم يكن لتلك الخيانة، التي تسببت فيها طرائد القساة بزعامة المدعو حسان بن عمار من اللمامشا، الأثر الذي كان ينتظره أصحابها . حاول الحسناوي بن بلقاسم مع بضعة فرسان مقاومة المد البشري الذي اندفع نحوه، لكنه تراجع بسرعة، لما غلبه العدد، وتمكن من الهروب، أما القايد مصطفى، فلم يسعفه الحظ ، حيث وقع من على جواده في طية أرضية ، وألقي عليه القبض.
وذبح من طرف اللمامشا بعد هذا النصر طلب اللمامشا من أهل الدير أما أن يطردوا الحسناوي "الذي فر إليهم" أو أن يقتلوه.
ويسرد الجنرال "سانت أرنو" ناتئج حملته على الفرق اللموشية الثائرة بأسلوب التباهي والتضخيم، قائلا: "قتلت منهم شيخا و20 فارسا مغوارا، وسلبتهم 1500 رأس غنم، و400 جمل، ودفّعتهم ضرائب سنة 1845، 1850، أي حوالي 75 ألف فرنك، بالإضافة إلى تكاليف الحرب، وتكاليف بناء حصن خنشلة، أتمنى أن تكون الجزائر (أي الحكومة العامة) وباريس راضيتين".
كما تباهى في رسالة بعثها إلى أمه من بسكرة في صيف 1850، بأعماله الإجرامية التي اقترفها في حق أهالي تبسة، والأوراس، وبسكرة ، حيث قال: "لقد نجحت في كل مكان – هزمت اللمامشا الذين لم يدفعوا فلسا واحدا من قبل، فسددوا لي 150 الف فرنك؛ لقنت (سكان المنطقة) بعض الدروس القاسية، وأرعبت البلاد ... عرفت في كل مكان بقوتنا وسلطتنا، و سأنهي بكل سرور حملتي، و غيابي الذي طال".
بعد ذلك استولى على مدينة تبسة بصفة رسمية، تنفيذا لقرار وزير الحربية الفرنسي، واستخدم لأجل ذلك <حامية تتألف من 300جندي، و30 جواد>.
إلا أن الاستخدام المكثف للقوة العسكرية، وأعمال التقتيل الجماعي، والنهب والسلب، التي مارسها جيش الاحتلال ضد اللمامشا لإجبارهم على الإذعان، والدخول في طاعة فرنسا، لم يحقق الأهداف المرجوة منها، وأدى إلى عكس ما كان متوقعا. فقد زادهم ذلك إصرارا إلى إصرارهم، وقوة إلى قوتهم، وأكد لهم أن لا سبيل لهم إلا المقاومة ودحر المحتل.
وقد شهد "كاستيل" على ذلك حين قال أن: "خلاصة القول، كان يخضع لنا أثناء تشكيل الدائرة في سنة 1851، كل من سكان مدينة تبسة، وأولاد سيدي يحي بن طالب، والبرارشة باستثناء أولاد خليفة، والعلاونة باستثناء أولاد العيساوي.
بينما كان في حالة عصيان كل من أولاد سيدي عبيد، و أولاد رشاش باستثناء أولاد زيد، وسكان واحات نقرين وفركان"
المطلب الثامن : معركة بكاريا
دارت هذه المعركة في خريف سنة 1853، بين فرقة أولاد سيدي عبيد المقيمة في بكاريا، تآزرهم فرق أخرى قدمت من تونس من جهة، والجيش الفرنسي ممثلا في قوات النقيب "ألجرو (Allegro)" الحاكم العسكري لدائرة تبسة من جهة أخرى.
وبحسب رواية "كاستيل" فإن السبب في قيام هذه الثورة، هو رفض فرقة أولاد سيدي عبيد القاطنين في بكاريا، الدخول في طاعة القائد الجديد الذي عينتهم لهم سلطة الاحتلال من خارج أبناء القبيلة.
لأن أولاد سيدي عبيد الذين بقوا في الدائرة، يعتبرون أنفسهم أرفع نسبا بكثير من أهل بكاريا، وقبلوا على مضض القايد الذي فرض عليهم؛ بالإضافة إلى رفضهم التنظيم الإداري الجديد الذي وضعته سلطات الاحتلال لمنطقة بكاريا بقصد بسط يدها على تلك الجهات من إقليم تبسة ومنع تنقل سكانها بين الجزائر وتونس، وإجبارهم على الاستقرار فوق أراضٍ حددتها لهم سلفا.
وهو ما دفعهم إلى إبلاغها بأنهم: "سينتقلون إلى الأراضي التونسية في حال ما أجبروا على الخضوع لحكمنا مثل باقي القبائل".
لكن أبناء هذه القبيلة ظلوا على قناعتهم بأنه لا يجوز لهم كمسلمين وكأشراف الدخول في طاعة الكافر.
قرر في أكتوبر 1853، شريف من فرقة أولاد سيدي عبيد المقيمة في تونس عمار بن قديدة، مهاجمة قوات العدو الفرنسي في تبسة، واسترداد أراضي أجداده تتقدم على رأس قوات ضمت إلى جانب أبناء عشيرته، عناصر من قبيلة الفراشيش جندهم في تونس، وعبر بهم الحدود الشرقية في اتجاه بكاريا.
استنفر ابن قديدة بني قومه المقيمين في بكاريا، وطلب منهم مهاجمة مدينة تبسة التي تتمركز بها قيادة جيش الاحتلال بالمنطقة.
نرجح أن يكون سبب مشاركة الفرق التونسية في الانتفاضة. هو انتقام فرق الزغالمة من الهجوم الفرنسي الذي شن عليها وعلى بعض الفرق التونسية في 8 أفريل 1853 عندما التجأت في مطلع تلك السنة إلى التراب الجزائري، واستقرت بالقرب من تبسة، لكي لا تدفع الضرائب لباي تونس. ويروي "فيرو" وقائع معركة بكاريا، بأسلوب الازدراء للثوار، والتدليس للحقائق قائلا: ".... في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم السادس نوفمبر، قدم أحد الفرسان الجدد، وأكد أن الشريف خيم على بعد ثلاثة كلم من بكاريا، بمعية 100 خيال، وحوالي 300 جندي مشاة. جالت رسله قبل ذلك بين قبائلنا، لتجنيد الأنصار. فرأى "جابي (japy)"، الملازم الأول من كتيبة الزواف الثالثة، والقائد بالنيابة في تبسة، بحكمة أن الوقت كان مناسبا لصد هجمات الشريف ، وبالإمكانيات القليلة التي تتوفر عليها الحامية.لأنه لو تم الانتظار إلى اليوم التالي لاجتمع المتطرفون كل الجهات، ولصار من الصعب الخروج من تبسة.
بهذا القرار الصارم، أجبر الملازم الأول جابي... مفرزة الصباحية، و فرسان القايد محمد شاوش، كانوا في المجموع 56 فارسا،على الإسراع في امتطاء صهوة جيادهم، ثم سار بهم باتجاه الشريف. ظل 100 جندي من الزواف، و60 مناوشا في تبسة، لتأمين حماية حماية الموقع. وتخندق نصف المناوشين في منتصف طريق بكاريا، لدعم تراجع فرساننا عند الضرورة. ولما اقتربوا قليلا من معسكر العدو، وجدوا أن الشريف قد نضم رجاله عند سفح التلال في هيئة مناوشين راجلين، بينما أقام هو مع فرسانه في مخفر أمام خيمته، ووضع جوقة الموسيقى العسكرية في الطليعة، مترقبا بذلك الهجوم بخطى ثابتة. وعندما وصل قايد تبسة محمد شاوش على مسافة معينة، اتجه صوب الشريف، ودعاه إلى الاستسلام؛ فرد عليه بالشتائم. فكان ذلك إيذانا ببدء القتال: دق بوق الهجوم، فانقض الصبايحية بقيادة الملازم الأول "جابي"، والملازم "كوهنديCohendet " مباشرة على الشريف.
كان أول من وصل إليه، رقيب الفرسان "بروا" وبضربة سيف واحدة قسم وجهه نصفين. عندها اختلط الحابل بالنابل، وفر الثوار قي جميع الاتجاهات، بعد أن فقدوا زعيمهم، ونجوا بفضل صعوبة التضاريس. كانت حصيلة المعركة فقدان العدو اثني عشر قتيلا، ظلت جثثهم جاثمة في مكانها، بينما لم يصب منا إلا جريح واحد. غنمنا خيمة الشريف ، وثلاث رايات دينية من الحجم الكبير، و300 لافتة كانت ستوزع في الغد على العرب الثائرين، هذا بالإضافة إلى عدة بنادق، وخوذات نحاسية عتيقة جيء بها من بعض متاحف الزوايا. في حوالي الساعة الخامسة مساء، عاد الملازم الأول "جابي" مع جنده إلى تبسة مع جثث المهزومين، تغمرهم الصيحات المتحمسة لرجال الحامية، الذين لم يتمكنوا من المشاركة في تلك الضربة المفاجئة، والجريئة.
ومع أن جيش العدو كانت له الغلبة في هذه المعركة، إلا أن أولاد سيدي عبيد، لم يذعنوا له. حيث اختارت فرقتهم المقيمة في بكاريا هجرة البلاد والالتجاء إلى تونس، كوسيلة من وسائل المقاومة، وظلت تتحين الفرص لتنتقم منه. ويتجلى الطابع الديني الذي كان يحكم تصرفات هذه القبيلة، في إصرارها على رفض الخضوع "للرومي". فالاستلام يحرم موالاة الكفار أو مواليهم من المسلمين والخضوع لحكمهم.
ويمكننا تأكيد ذلك من خلال رواية هذا الجنرال الفرنسي عن وقائع معركة بكاريا، رغم ما فيها من مغالاة وتدليس للحقائق معهود لدينا من ضباط جيش الاحتلال، دور الطرق الصوفية في قيادة المعركة، وخاصة منها الطريقة الرحمانية. فقد كان الطابع الديني هو المحرك الأساس في مقاومة أولاد سيدي عبيد، وكانت الزاوية هي معقد لواء جهادهم.
كما تكشف لنا تلك الرواية عن شخصية جهادية وطنية لم تنل حضها من الدراسة والبحث، هي شخصية الشريف عمار بن قديدة العبيدي، الذي في نظرنا يمثل قائدا عسكريا بأتم معنى الكلمة.
أعد للمعركة ما استطاع من قوة، ومن رباط الخيل، وصبغها بالصبغة الجهادية. ثم خاض المعركة بكل بسالة ونال الشهادة.
مع ظروف الشيخ بوعمامة. فكليهما نشأ في المهجر: الأول في تونس، والثاني في المغرب، ثم عاد إلى أرض الوطن على رأس قوات لمقارعة العدو.
هذا بالإضافة إلى أن الرواية تشهد على نزعة الكراهية والغل، التي كانت تطبع تعامل عساكر الاحتلال مع قتلانا، وجرحانا، وأسرانا، وتكشف عن طبيعة السياسة التي كان يتبناها المحتل الفرنسي في حق المجاهدين الجزائريين، والتي كانت قوامها: نهب ممتلكاتهم، ومصادرة أراضيهم، وضرب بنيتهم الاقتصادية، والاجتماعية. وهي المعاملات ذاتها التي ستتكرر وبشكل فضيع خلال فترة الثورة التحريرية.
وبالتالي، نجد أنفسنا في غياب الرواية الجزائرية عن تلك المعركة، في شك مريب من الرواية الفرنسية، ولا نضن أن تكون الوقائع التي حدثت في هذه المعركة، إلا أن أولاد سيدي عبيد،لم يذعنوا له. حيث اختارت فرقتهم المقيمة في بكاريا هجرته و الالتجاء إلى تونس، كوسيلة من وسائل المقاومة، وظلت تتحين الفرص لتنتقم منه.
ونرجح أن يكون الصفح الذي تقدمت به بعض أسر القبيلة المقيمة حول زاوية سيدي عبيد إلى سلطة الاحتلال في شهر مارس 1857، تكتيكا تمويهيا الهدف منه ضمان بقائها في الزاوية لمراقبة العدو عن كثب، وتقديم يد العون للمتمردين من الفرق الأخرى. فقد تفطنت الإدارة الاستعمارية لما كانت تسميه الموالاة الكاذبة، حيث رفضت طلبهم واشترطت عليهم أن يقدم فرق القبيلة؛ وانتظرت ردهم بكل شغف. غير أن انتظارها طال، ورجائها خاب.
فبدلا من أن يطلب منها أولاد سيدي عبيد الأمان، ويدخلون في طاعتها، كثفوا من هجماتهم على عساكرها. وهو ما أدى بالقيادة العسكرية إلى تكليف الرائد "بنوفالي Bonvalet" بوضع حد لتمردهم، وشن هجوم مباغت عليهم في عقر دارهم بالزاوية، ومعاقبتهم أشد العقوبة.
ففي شهر جوان، "أخذوا على حين غرة في واد الصفصاف. وقتل منهم 50 نفرا، وسلب منهم 300 بعيرا".
شهدت سنة 1853، انخفاضا كبيرا في المحصول الزراعي بمنطقة تبسة، وارتفاعا فاحشا في أسعار الحبوب. مما انعكس سلبا على معيشة السكان، وعلى مواردهم المالية. وكانت من نتائجه أيضا عجز الفرق الخاضعة مثل فرقتي العلاونة، وأولاد رشاش عن دفع ما عليها من ضرائب للمستعمر. إذ لم تدفع سوى خمس ما عليها من ضرائب.
وبما أن سلطات الاحتلال لم تكن تتساهل في مسألة الضرائب مهما كانت الظروف، أو الأسباب –خاصة وأن تلك الأموال كانت تصرف على نفقات الجيش، لتمكينه من التوسع والسيطرة على البلاد- فقد أوعزت إلى القيادة العسكرية في تبسة بإرسال حملة تأديبية ضد تلك الفرق، وإرغامها على الدفع.
أسندت المهمة إلى الرائد "بنوفاليBonvalet"، الذي خلف النقيب "ألجرو" على رأس دائرة تبسة. قاد هجوما ضدهم، وتوغل في أراضيهم، في استعراض للقوة، بمساعدة السرية الأولى لفرقة قناصة إفريقيا الثالثة،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
SEGUNIA-السقنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة لا يعلمها الكثير من السقنية
» المهرجان و التقليد الموحد لقبائل السقنية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عين فكرون  :: معلومات عامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: